كتاب إنسان ضد الهزيمة بقلم شريف أبوفرحة ...كانت المعاناة والمخاطرة عنوان ولادته، فقد التف الحبل السري على رقبته أثناء الولادة، حتى كاد الأطباء أن يجزموا أن هذا المولود لن يرى الحياة، لكن إرادة خالق الحياة تأمر أن يوجد، ويخرج إلى الدنيا هذا الطفل الصغير..صبحي.. لعل اسمه لم يكن في معناه لوالده، الذي لم يجد في الصغير صبحًا جديدًا له، بل
إضافة إلى معاناته اليومية في الكد والكدح من أجل توفير لقمة العيش للأسرة الصغيرة..لكن هذا الصبحي اجتهد في نموه، واجتهد في دراسته حتى وصل إلى المرحلة الثانوية كشاب من أفضل الشباب، درجاته تنبئ له عن مستقبل مشرق، فهو من المتفوقين المميزين، ومن الرياضيين أصحاب القامات الممشوقة!!وتأتي الرياح دائمًا بما لا تشتهي السفن، فيمرض الرجل الصغير مرضًا بسيطًا، إنها بعض السخونة ألمت به، وجعلته يشعر بوهن شديد في عظامه كلها، فينام طريح فراشه لعل دور البرد هذا ينتهي سريعًا، فيعود إلى ممارسة نشاطه مرة أخرى.لكن البرد لا ينتهي سريعًا.. لا لشيء إلا لأنه لم يكن بردًا أصلًا..إنه "فيروس" نادر في المخ أصاب كل عضلات جسمه بالشلل التام، فما عاد يتحرك من شعلة النشاط هذا إلا يديه فقط..