كتاب ارشاد الاطفال العاديين

كتاب ارشاد الاطفال العاديين

تأليف : بطرس حافظ بطرس

النوعية : التعليم والتربية

حفظ تقييم

كتاب ارشاد الاطفال العاديين بقلم بطرس حافظ بطرس  الأطفال ثروة كل أمة، وعماد مستقبلها.. ولكونهم هكذا فقد باتت رعايتهم، والاهتمام بهم، منذ بدء خلقهم في أرحام أمهاتهم وحتى ولادتهم ومن ثم احتضانهم من أولى واجبات آبائهم أولا، والجمعيات والحضانات والروضات والمدارس المعنية بتنشئتهم صحياً وثقافياً واجتماعياً وتربوياً ثانياً.

 وإذا كان لنا نحن الكبار عالمنا الذي نعيش فيه، ونظن أننا نفهم كل ما فيه، فنحن نظن أيضاً أننا نفهم أطفالنا، ونفهم مشكلاتهم.. لكننا ننسى دائما أن للأطفال عالمهم الخاص.. ولهم مشاكلهم وأوجه سعادتهم ومناحي شقائهم.. نحن نظن أن حياة الأطفال كلها سعادة ومرح، ونضرب المثل بسعادتهم، ونتمنى أن تعود بنا الحياة إلى مرحلة الطفولة حتى ننعم بما ينعم به الأطفال من سعادة. لكن الحقيقة غير ذلك.. فالطفولة ليست كلها صفاء وشمسا مشرقة ولكنها عهد يقابل فيه الطفل مواقف جديدة تتطلب منه أن يتصرف فيها وقد يصحب ذلك شعور بالقلق والحيرة كما يشعر الكبار عند مقابلتهم للمشكلات الخاصة بهم. وقد ينجح الطفل في التغلب على الصعوبات التي تواجهه ويكون نجاحه هذا عاملاً يزيد من قدرته على التغلب على المواقف الأكثر صعوبة في المستقبل.. إلا أن بعض هذه الصعوبات والمشكلات والأزمات التي تجابه الطفل تتخطى حدود الاستطاعة والقدرة العادية تهز شعوره وتهدد كيانه النفسي وتؤدي إلى تغير شامل في حياته وحياة أسرته ومجتمعه. ويظهر هذا التغيير واضحا في سلوك مرفوض يتمثل في الهروب من المدرسة وعدم طاعة الوالدين والتدخين والسرقة والجرائم المخلة بالأخلاق والآداب العامة وجرائم القتل والإيذاء الجسمي (العراك) وحمل السلاح والتخريب والشغب والتزوير والتشرد (التسول) ومخالفة القوانين..الخ وكل هذه الممارسات من السلوك المرفوض تعد ضرباً من ضروب العنف الذي يتعرض له الأطفال أو يقومون به. وبذلك كان هؤلاء الأطفال العاديون، يحتاجون إلى توجيه وإرشاد وخدمات إرشادية خاصة فإن كل مرحلة من مراحل النمو بصفة عامة وفي مرحلة الطفولة المبكرة بصفة خاصة لهؤلاء الأطفال تتخللها صراعات وإحباطات وقد يلونها الاكتئاب و القلق والخوف من المجهول ، وهذا يتطلب إعداد الطفل ضماناً للتوافق مع الخبرات الجديدة وذلك من خلال خدمات الإرشاد النفسي والتربوي والأسري ولعل ذلك ما جعلنا نهتم بقضية الإرشاد النفسي من خلال الواقع الذي نعيش بين جوانبه. ولتحقيق ذلك يتضمن هذا الكتاب وحدتين، تتناول الوحدة الأولى مبادئ التوجيه والإرشاد حيث تتضمن مدخلاً إلى التوجيه والإرشاد النفسي ونظرياته والأساليب والمهارات الأساسية في التوجيه والإرشاد. كما تتناول الوحدة الثانية التوجيه والإرشاد للأطفال العاديين منذ الميلاد حتى نهاية العام السادس حيث تتضمن الحاجات الإرشادية النمائية لأطفال هذه المرحلة والاضطرابات النفسية والسلوكية التي يتعرضون لها وبالتالي يشمل الخدمات الإرشادية لتعديل سلوك هؤلاء الأطفال. وبذلك فإن حاجتنا إلى الإرشاد النفسي للأطفال العاديين حاجة ملحة فهو بمثابة قبس النور الهادي في ظلام دامس يحجب الرؤية ويعصف بالفكر ويخيب الآمال