كتاب المشكلات النفسية وعلاجها للمؤلف بطرس حافظ بطرس الطفولة هي مرحلة البهجة والمرح والانطلاق دون اية مسئولية او اعباء لذا لا تكاد الابتسامة تفارق شفاه الاطفال. وهم يمارسون شقاوتهم الندية، وميلؤون البيوت بالضجيج الجميل، لكنه عندما تجد طفلا مكتئبا او يميل للانعزال عن اقرانه، او اكثر رغبة في اللجوء للعنف والتذمر، فلا شك
ان ثمة خطأ احدث خللا في الصحة النفسية لهذا الطفل او ذاك ومما لا شك فيه ان السلوك المضطرب لدى هؤلاء الاطفال اصبح حقيقة واقعية موجودة في معظم دول العالم، وهي تشغل كافة العاملين في ميدان التربية بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، وتاخذ من ادارات الروضات والمدارس الوقت الكثير وتترك اثار سلبية على العملية التعليمية، لذا فهي تحتاج الى تضافر الجهود المشتركة سواء على صعيد المؤسسات الحكومية او مؤسسات المجتمع المدني او الخاصة، لكونها ظاهرة اجتماعية بالدرجة الاولى وانعكاساتها السلبية تؤثر على المجتمع بأسره. ولا بد في هذا الجانب من التعامل بحذر ودراية ودراسة واقع الطفل المضطرب دراسة دقيقة واعية والاطلاع على كافة الظروف البيئية المحيطة بحياته الاسرية، لان الطفل مهما كان جسمه وشخصيته فهو انسان اتى الى الروضة او المدرسة ولا نعرف ماذا به؟ وماذا وراءه؟ فقد يكون وراءه اسرة مضطربة بسبب فقدان عائلها او استشهاده او اعتقاله او هجره او ظروف اقتصادية او حياتية او طلاق... الخ وقد يكون وراءه اسرة تهتم به وتدلل، فطلباته اوامر، وافعاله مقبولة ومستحبة، وهو في كل هذه الاحوال مجني عليه، ويحتاج الى الاخذ بيده، وعلى البيئة التربوية التعليمية ان تقدم له الصيانه الشخصية اللازمة، وتعدل من اتجاهاته وتعيد له توازنه بايجاد الجو المدرسي الاجتماعي السليم حتى يمكن ان يصبح طفلا سويا يستطيع ان يستفيد من البرامج التي تقدمها له الروضة او المدرسة والجهود التي تبذلها وبالتالي تصبح المدرسة مؤسسة علاجية وتكون بذلك قد ادت الامانة، وتصبح صانعة اجيال تؤدي وظيفتها كما ارداها لها المجتمع واللاهمية في مواجهة هذه الاضطرابات يجب تضافر جهود المدارس والروضات والمعلمات والاسرة والمرشدين والاخصائيين حتى تتحقق الاهداف ونتمكن معا من اداء عمل نحمي به هذا الجيل ونخدم به الوطن ولذلك تضمن الكتاب ستة فصول ، يتناول الفصل الاول المقصود بالمشكلات والاضطرابات النفسية في جوانب نمائية مختلفة لجميع مراحل النمو الاتجاهات الحديثة المعاصرة في بحث الاضطرابات والمشكلات النفسية، كما يتناول الفصل الثاني العوامل المسببة لهذه الاضطرابات وكيفية علاجها بطريقة مختلفة، كما يتناول الفصل الثالث نماذج من الاضطرابات السلوكية في مرحلتي الطفولة والمراهقة ويتناول الفصل الرابع المشكلات والاضطرابات العقلية والمعرفية من حيث انواعها واثارها والعوامل المؤدية اليها وكيفية علاجها، واخيرا الفصل السادس فتعرض العديد من المشكلات وكيفية مواجهتها.