كتاب التكيف والصحة النفسية للطفل للمؤلف بطرس حافظ بطرس الصحة النفسية السوية هي حالة من التكيف والتوافق والانتصار على الظروف والمواقف يعيشها الشخص في سلام حقيقي مع نفسه وبيئته والعالم من حوله والصحة النفسية كالصحة الجسمية لها مقوماتها التي تقوم عليها فإذا تدنت استشعر الفرد لذلك باضطرابات نفسية حسب وجه الضعف في شخصيته وبذلك يظهر المرض النفسي.
وقد أكدت الدراسات والأبحاث النفسية أن الصحة النفسية هي مصدر سعادة الإنسان واستقراره ومصدر سعادة الإنسان واستقرار المجتمع وحفظ النظام فيه فالمجتمع الذي يتمتع أفراده بالصحة النفسية وبالسلوك السوي يبني نظاماً اجتماعياً تندر فيه الجريمة والمشاكل والأزمات السياسية الاقتصادية والأمنية ويسلم من السلوك العدواني. ويؤخذ علم الصحة النفسية والعلاج النفسي من علم النفس الاجتماعي ويعطيه الكثير فدراسة أسباب الأمراض النفسية توضح الدور الذي تلعبه الأسباب الاجتماعية ودراسة أعراض الأمراض النفسية تظهر خطورة الأعراض الاجتماعية ويعتمد التشخيص هنا على دراسة الجوانب الاجتماعية والسلوك الاجتماعي للمريض، وتتفاوت أسباب الأمراض النفسية فمنها وراثية واضطرابات حيوية وأسباب نفسية منها الإحباط والعادات الغير سليمة وأسباب اجتماعية منها البيئة السيئة أو الفقيرة واضطرابات العلاقات الأسرية وسوء التوافق الأسري وعدم توفر الحاجات الأساسية والتربية والتنشئة الاجتماعية الخاطئة وتتفاوت هذه الأعراض والأمراض النفسية، فمنها الأمراض الجسمية والفسيولوجية فمنها الاضطرابات الحسية، واضطرابات الإدراك، والاضطرابات السلوكية الحركية، وأمراض الجهاز العصبي والإصابة بالالتهابات والأمراض المختلفة، وأعراض عقلية منها اضطراب التفكير والذاكرة والترابط واضطراب الإرادة العقلية، وأعراض انفعالية منها اضطراب العاطفة والقلق والاكتئاب والهياج ونوبات الذعر والخوف والغضب الشديد وعدم الثبات والعدوانية والانسحاب، ويرجع ذلك إلى العلاقات الأسرية السيئة. إن الأسرة هي مركز العلاقات الأولى ونقطة انطلاق الفرد فإذا كان هناك خلل داخل الأسرة مثل سوء التواصل أو مشاكل الوالدين المتكررة والتفاوت بين الأبناء وعدم التوافق والتمايز بين فرد وآخر داخل الأسرة يأتي بنتائج عكسية على الفرد خارج النطاق الأسرية ممتد إلى المجتمع. أما بالنسبة للأمراض النفسية فهي كثيرة ومتنوعة منها القلق، الاكتئاب، التوتر، الخوف الشديد، النسيان، الأرق، قلة النوم، الذهول، الهذيان، عيوب طلاقة اللسان، كثرة النوم، المشي أثناء النوم، الكلام أثناء النوم، التبول اللاإرادي، الهلوسة، وأعراض هذه الأمراض كثيرة نذكر منها عدم النضج وسوء التوافق الاجتماعي وعدم القدرة على تحمل مطالب المجتمع واضطراب العلاقات الاجتماعية وعدم التمكن من إقامة علاقات اجتماعية وإنسانية، والشعور بالرفض والحرمان ونقص الحب وعدم الاحترام وعدم فهم الآخرين، عدم الارتياح بخصوص الأسرة، وسوء سلوك الوالدين وأخطاء في التنشئة، وجود مفهوم سلبي للذات، عدم الاستقرار الأسري. وبعد هذا العرض السريع لمفهوم الصحة النفسية ومظاهرها، ودور الأسرة في تحقيق الصحة النفسية للطفل، وهو ما يتناوله الفصل الأول من هذا الكتاب، نعرض في الفصل الثاني مفهوم التكيف والتوافق والعوامل المؤثرة في كل منهم ثم يتناول الفصل الثالث الحيل الدفاعية التي يلجأ إليها الطفل لتخفيف حدة الاضطرابات النفسية التي يتعرف لها ثم يتناول الفصل الرابع بعض هذه الاضطرابات النفسية موضحاً الأسباب وكيفية التشخيص والأساليب العلاجية المستخدمة لتخفيف حدة هذه الاضطرابات، ويتناول الفصل الخامس بعض الاضطرابات النفسجسمية والتي تظهر أعراضها في مختلف أجزاء الجسم، ثم الفصل الأخير ويتناول حماية الذات موضحاً مفهوم وتقدير الذات