كتاب استراتيجيات الاستعداد و التحديات الكبرى من تأليف اسلام الهاشمي الحامدي .. في عالم تتشابك فيه القوى الكبرى بشكل معقد، تحتل أمريكا وإسرائيل موقعًا محوريًا في السياسة والاقتصاد العالميين. تعد أمريكا قوة عظمى تمتلك تأثيرًا واسع النطاق على مختلف الأصعدة، من الاقتصاد العالمي إلى الأمن الدولي. ومن جهة أخرى، تلعب إسرائيل دورًا مركزيًا في الشرق الأوسط، وهي دولة ذات تأثير كبير على السياسة الإقليمية والعالمية.
في الوقت الراهن، يواجه كل من أمريكا وإسرائيل تحديات هائلة تؤثر على استقرارهما وسياستهما. من التوترات الجيوسياسية إلى الأزمات الاقتصادية، ومن التحديات البيئية إلى الاضطرابات الاجتماعية، تتعرض هاتان الدولتان لضغوط متعددة قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في دوره.ما على الساحة الدولية.
**أمريكا**، باعتبارها القوة الاقتصادية والعسكرية الرائدة في العالم، تواجه تحديات متعددة. تشمل هذه التحديات الانقسامات السياسية الداخلية، والتوترات التجارية مع القوى الكبرى مثل الصين، والتحديات الاقتصادية الناتجة عن الديون الوطنية المرتفعة والأزمات المالية المتكررة. كما أن التهديدات الأمنية، بما في ذلك التهديدات الإرهابية والهجمات السيبرانية، تؤثر أيضًا على استقرارها.
**إسرائيل**، التي تعتبر قوة إقليمية مهمة، تواجه تحديات مختلفة. تتضمن هذه التحديات النزاعات المستمرة مع جيرانها، القضايا المتعلقة بالقدس، والتوترات مع الفصائل الفلسطينية. بالإضافة إلى ذلك، تواجه إسرائيل تحديات داخلية تتعلق بالاستقرار الاجتماعي والسياسي، وتحديات دبلوماسية مع الدول الكبرى والأقليات داخلها.
تُظهر التوترات الحالية بين هاتين الدولتين والتهديدات المتزايدة من قبل قوى أخرى كيف يمكن أن تتطور الأزمات وتؤدي إلى نتائج غير متوقعة. إن التصور المستقبلي لتفكك هاتين القوى الكبرى يفتح المجال لاستكشاف سيناريوهات قد تبدو غير محتملة، لكنها تستند إلى تحليل دقيق للأحداث الجارية والاتجاهات المستقبلية.
في هذا السياق، يسعى هذا الكتاب إلى تقديم رؤية متعددة الأبعاد حول كيفية تطور الأزمات الحالية وكيف يمكن أن تؤدي إلى تغييرات جذرية في النظام العالمي. من خلال استكشاف مجموعة من السيناريوهات المحتملة، سنسعى إلى تقديم تحليل شامل حول ما قد تعنيه "نهاية أمريكا وإسرائيل" وكيف يمكن أن تؤثر هذه النهاية على النظام الدولي والواقع العالمي.