كتاب الأخت الكبرى الضحية !

تأليف : أحمد علي سليمان عبد الرحيم

النوعية : الشعر

كتاب الأخت الكُبرى الضحية !  بقلم أحمد علي سليمان عبد الرحيم ... (كأنها ضريبة ذل فرضَتْ وكُتِبتْ على الأخ الأكبر والأخت الكبرى في هذا الزمان العجيب! ُيضحِّيان لدرجةٍ لا حدودَ لها ، ثم يكون جزاءُ إحسانهما الإساءة الفجة لدرجة كذلك لا حدود لها! وضحية قصيدتنا أختٌ كبرى مخلصة ضحتْ بنفسها وأخرتْ زواجَها إلى سن الثلاثين ، بينما أخواتها النذلات لم يَردُّوا لها إحسانها بغير الإساءة! ولكن الله تعالى عوضها تعويضاً لا حدود لوصفه! فكيف بدأت قصتها ، وكيف انتهت؟! بدأت بأب ماتت زوجته ، ولديه (5) بنات ، تقدم لخطبتهن (4) رجال! فأراد الأب أن يزوِّج الكبيرة ثم التي تليها ثم التي تليها ثم التي تليها ، ولكن البنت الكبيرة رفضت الزواج لأنها أرادت أن تهتم بوالدها وتخدمه ، فزوَّج الأب أخواتها الأربع ، وجلست البنت الكبرى تهتم بوالدها وتعتني به حتى مات! وبعد وفاة الأب فتحوا وصيته ، فوجدوه قد كتبَ فيها: (لا تُقسموا البيت حتى تتزوج أختكم الكبيرة التي ضحَّت بسعادتها من أجل سعادتكم). ولكن الأخوات الأربع رفضن الوصية ، وأردن أن يبعن البيت لتأخذ كل واحدةٍ منهن نصيبها من الميراث ، دون مراعاة أين ستذهب أختهن الكبيرة التي ليس لها مأوى. ولما أحست الأخت الكبيرة أنه لا مفر من تقسيم البيت ، اتصلت بمن اشترى البيت ، وقصتْ عليه قصة وصيّة والدها ، وبأنها ليس لها إلا هذا البيت يأويها ، وعليه أن يصبر عليها بضعة أشهر ، لأنها أرادت أن تمكث في بيت أبيها حتى تجد لها مكاناً مناسباً تعيش فيه ، فوافق ذلك الرجل وقال: حسناً ، لا عليك. فتمّ بيع البيت ، وتم تقسيم ثمنه البيت على البنات الخمس ، وكل واحدةٍ ذهبت إلى بيت زوجها وهي في غاية السعادة ولم تفكر إحداهن في مصير أختهن الكبيرة ، ولكن الأخت الكبيرة كانت مؤمنة بأن الله لن يُضَيّعها لأنها لزمت مصاحبة والدها وعاشت في خدمته. مضت الشهور وتلقت الأخت الكبيرة اتصالاً من الرجل الذي اشترى البيت ، فخافت وظنت أنه سيطردها من البيت ، ولما أتاها قالت له: اعذرني أنا لم أجد مكاناً بعد. فقال لها: لا عليك أنا لم أحضر من أجل ذلك ، ولكني أتيت لأُسلِّمكِ ورقة من المحكمة ، لقد وهبتُ هذا البيت لك مهرًا ، إن شئتِ قبلت أن أكون لك زوجًا ، وإن شئتِ رجعت من حيث أتيت وفي كلتا الحالتين البيت لك. فبكت الأخت الكبيرة وعلمت أن الله لا يضيع عمل المحسنين ، فوافقت على الزواج من ذلك التاجر الثري ، وعاشت معه في سعادة تامة. زوج كريم ، وبيت أبيها!

شارك الكتاب مع اصدقائك