كتاب الأدب الصغير والأدب الكبير

كتاب الأدب الصغير والأدب الكبير

تأليف : عبد الله بن المقفع

النوعية : الأدب

مصنف هذا الكتاب هو أبو محمد عبد الله بن المقفع الكاتب المشهور بالبلاغة صاحب الرسائل البديعة، وهو من أهل فارس الذين أصابتهم تهمة الزندقة وكثر عليه التشنج فيها بعد موته. أما كتابه "الأدب الصغير والأدب الكبير" فهو كتاب عظيم القيمة وكبير الفائدة، يرمي فيه ابن المقفع بسهم صائب

ونظر ثاقب لمجمل حياة الإنسان، في تعاملاته وأخلاقه، أدبه، معاشه، وأفكاره. وهو بعد ذلك يكرّس المعروف، والخلق الحسن، ويعزز طموح الطامحين من ذوي الهمة البعيدة، ويحرض على الاستقامة والورع والحلم في كل جَدَدٍ يسير به المرء، وفي كل كلمة ينطق بها. إنه يعلي من شأن العقل والحكمة، ويعصم أولى الأحلام من الشطط والوقوع في مدخل الرعونة والطيش والهوى. إنه يخاطب العقل بأفكاره السامية مثلما يخاطب القلب بلغته الرفيعة البليغة الرفيقة. أسلوب مسترسل هادئ مثل نسيم البحر لا تكلف فيه ولا زخرفة، ولا يجشعُك المركب الوعر لتصل إلى مرادك، بل يسوق معانيه في قرب مبانيه. لذلك كان الكتاب عظيماً في قيمته، لا سيما إذا زدنا بأنه ألقى بكثير من الضوء على أدب مرحلة مهمة من مراحل أدبنا العربي في إطار النثر والترسل، على آداب كثيرة تبدأ بالدخول على الملوك والولاة وتنتهي بأبسط شؤون الحياة.

مصنف هذا الكتاب هو أبو محمد عبد الله بن المقفع الكاتب المشهور بالبلاغة صاحب الرسائل البديعة، وهو من أهل فارس الذين أصابتهم تهمة الزندقة وكثر عليه التشنج فيها بعد موته. أما كتابه "الأدب الصغير والأدب الكبير" فهو كتاب عظيم القيمة وكبير الفائدة، يرمي فيه ابن المقفع بسهم صائب

ونظر ثاقب لمجمل حياة الإنسان، في تعاملاته وأخلاقه، أدبه، معاشه، وأفكاره. وهو بعد ذلك يكرّس المعروف، والخلق الحسن، ويعزز طموح الطامحين من ذوي الهمة البعيدة، ويحرض على الاستقامة والورع والحلم في كل جَدَدٍ يسير به المرء، وفي كل كلمة ينطق بها. إنه يعلي من شأن العقل والحكمة، ويعصم أولى الأحلام من الشطط والوقوع في مدخل الرعونة والطيش والهوى. إنه يخاطب العقل بأفكاره السامية مثلما يخاطب القلب بلغته الرفيعة البليغة الرفيقة. أسلوب مسترسل هادئ مثل نسيم البحر لا تكلف فيه ولا زخرفة، ولا يجشعُك المركب الوعر لتصل إلى مرادك، بل يسوق معانيه في قرب مبانيه. لذلك كان الكتاب عظيماً في قيمته، لا سيما إذا زدنا بأنه ألقى بكثير من الضوء على أدب مرحلة مهمة من مراحل أدبنا العربي في إطار النثر والترسل، على آداب كثيرة تبدأ بالدخول على الملوك والولاة وتنتهي بأبسط شؤون الحياة.

هو عبد الله بن المقفّع وكان اسمه روزبه قبل أن يسلم. ولد في حور في فارس لقب أبوه بالمقفع لتشنج أصابع يديه على اثر تنكيل الحجاج به بتهمة مد يده إلى أموال الدولة. درس الفارسية وتعلّم العربية في كتب الأدباء واشترك في سوق المربد. رافق الأزمات السياسية في زمن الدولتين الأموية والعباسية. سئل ابن المقفّع "من أدّبك"؟ فقال: "نفسي. إذا رأيت من غيري حسنا آتيه وإن رأيت قبيحا أبَيْته. كان فاضلا ونبيلا وكريما ووفيا. ونستطيع أن نعرف عنه صدقه من خلال كتاباته. من القصص التي تدلّ على صدقه ووفائه. ولما قُتل مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية اختفى عبد الحميد الكاتب فعُثِرَ عليه عند ابن المقفّع وكان صديقه. وعندما سئِل الرجلان: أيُّكما عبد الحميد؟ قال كل واحد منهما "أنا" خوفا على صاحبه. في ظل الدولة العباسية اتصل ابن المقفّع بعيسى بن علي عم السفاح والمنصور واستمر يعمل في خدمته حتى قتله سفيان بن معاوية والي البصرة من قبل المنصور. والأرجح أن سبب مقتله يعود إلى المبالغة في صيغة كتاب الأمان الذي وضعه ابن المقفع ليوقّع عليه أبو جعفر المنصور أماناً لعبد الله بن عليّ عم المنصور. وكان ابن المقفع قد أفرط في الاحتياط عند كتابة هذا الميثاق بين الرجلين - عبد الله بن علي والمنصور - حتى لا يجد المنصور منفذاً للإخلال بعهده.
هو عبد الله بن المقفّع وكان اسمه روزبه قبل أن يسلم. ولد في حور في فارس لقب أبوه بالمقفع لتشنج أصابع يديه على اثر تنكيل الحجاج به بتهمة مد يده إلى أموال الدولة. درس الفارسية وتعلّم العربية في كتب الأدباء واشترك في سوق المربد. رافق الأزمات السياسية في زمن الدولتين الأموية والعباسية. سئل ابن المقفّع "من أدّبك"؟ فقال: "نفسي. إذا رأيت من غيري حسنا آتيه وإن رأيت قبيحا أبَيْته. كان فاضلا ونبيلا وكريما ووفيا. ونستطيع أن نعرف عنه صدقه من خلال كتاباته. من القصص التي تدلّ على صدقه ووفائه. ولما قُتل مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية اختفى عبد الحميد الكاتب فعُثِرَ عليه عند ابن المقفّع وكان صديقه. وعندما سئِل الرجلان: أيُّكما عبد الحميد؟ قال كل واحد منهما "أنا" خوفا على صاحبه. في ظل الدولة العباسية اتصل ابن المقفّع بعيسى بن علي عم السفاح والمنصور واستمر يعمل في خدمته حتى قتله سفيان بن معاوية والي البصرة من قبل المنصور. والأرجح أن سبب مقتله يعود إلى المبالغة في صيغة كتاب الأمان الذي وضعه ابن المقفع ليوقّع عليه أبو جعفر المنصور أماناً لعبد الله بن عليّ عم المنصور. وكان ابن المقفع قد أفرط في الاحتياط عند كتابة هذا الميثاق بين الرجلين - عبد الله بن علي والمنصور - حتى لا يجد المنصور منفذاً للإخلال بعهده.