كتاب الأمانة بين الصيانة والخيانة بقلم أحمد علي سليمان عبد الرحيم .. (كان هذا العريس قد ابتُليَ بخيارين أحلاهما مُر! فإما أن يستأجر بيتاً ليُقيم فيه هو وعروسه وإما أن يبني بيتاً في أرض أصهاره الذين أبدَوا محبته ، وأظهروا مَوَدَّته! وعرضَ على صهره أبي العروس وصاحب الأرض أن يشتريها منه ، ويكون السداد على الأيام حسب الوسع! فأبى الصهرُ وقال: هذه القطعة من الأرض هدية لابنتي! فبنى العريسُ البيت ، وكان سقفه ألواحاً من الخشب عليها الحطب والقش ، وطبيعي جداً أنه إن كان يقي من الحر صيفاً فلا يمنع من المطر شتاءً! وسافر العريس ، واستباح الأصهارُ البيت ، وحولوه إلى حظيرة للدواجن! وخان الأصهارُ الأمانة ، فما صانوها بالصيانة ولا حفظوها ولا رَعَوها حق رعايتها ، وذلك بتركها على عِلتها ، وهذا أضعف الإيمان! وكان ذلك منهم على سبيل التمهيد لهدم ذلك البيت ، ولنا الظاهر ، والله تعالى يتولى السرائر! والأصل أنهم جيرانٌ وأصهارٌ في الوقت ذاته! وكانت إحداهما تغني عن الأخرى ، وتكفي للمحافظة على البيت من التلف والهدم! وليس ما يتطلبه البيت أمراً مُستحيلاً مُكلفاً! إنها بضعة أمتار من المُشمع البلاستيكي أو المَطاطي السَّمِيك تُفرش فوق سطحه ، لتحُول بين مياه الأمطار وبين البيت ، فلا يلحقه التلفُ والعطب! ولكن البيت أهملَ تمامَ الإهمال! فهل هذه مراعاة حقوق الجار؟ وهل هذه صِيانة الأمانة وحفظها؟ وهل هذه وشيجة مُصاهرة وقرابة؟! فأنشدتُ حكاية عن هذا العريس المسكين هذه القصيدة الانتصارية ، باعتباري أحطتُ بالقصة كلها الدنيا – وتخيلته يقول لأصهاره: يا عِرة الأصهار وحُثالة المَعارف والأنساب - ليست نهاية المطاف ، وعند الله تعالى تجتمعُ الخصوم! والله أشدُّ بأساً وأشدُّ تنكيلاً! والله حَكَمٌ عدلٌ ، هلك المُرتابون!) .