كتاب الإسلام وإنسانية الدولة بقلم سعد الدين الهلالي..دراسة تأصيلية معالجة للشبهات والتوصيات ومبادرة إلى الدولة الإنسانية الجامعة. هذا الكتاب في بيان العلاقة بين الدين والدولة بما يرفع شبهات التعارض ويحصن من فتنة الوقيعة بينهما، ويدعو الناس إلى كلمة سواء باعتبار الإسلام دينا إنسانيا يعتمد في صورته الظاهرة على قرار الإنسان واختياره من بين أوجه شاملة للفكر الإنساني استنبطها الفقهاء من دلالات النصوص الشرعية التي صيروها قبلة للعقل الإنساني واستداروا حولها، كما يتحلق المصلون حول الكعبة المشرفة كل بحسب موقعه يرى الكعبة أو القبلة من جهته.
ولا أعني بإنسانية الإسلام كونه اختراعا إنسانيا منقطعا عن الوحي الثابت بالنص الشرعي حاشا لله- وإنما من وجه أن الشارع ترك للمسلمين فهم نصوصه بآلية إنسانية متعددة أثمرت عن تعدد الوجوه المحتملة في المسألة الواحدة، ثم الإذن الشرعي في الامتثال بكل وجه اجتهادي منها بحسب الاختيار الإنساني، وهذا يجعل من دينهم دينا إنسانيا من جهة الاستنباط ومن جهة مرونة التعامل مع الآخر باختيار الوجه الفقهي الذي يقربه ولا يبعده.
يقدم الكتاب في خاتمته بالمبادرة الإسلامية بمشروع الدولة الإنسانية باعتبار الدولة بيت أهلها، وهم كسائر البشر مخيرون في الدنيا بين العقائد والمذاهب ليتحمل الإنسان مسئوليته في الآخرة دون وصاية بشر.