كتاب الإعدامات في السعودية من تأليف راكان آل عايض .. بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا، وبعد:
هذه مجموعة من بيانات الإعدامات الصادرة عن وزارة الداخلية السعودية بين عامي2023 - 2024 م، بحق أشخاص لم يُعرض واحد منهم على محكمة شرعية حقيقية، ولم يحصلوا على أتفه شروط المحاكمات العادلة. وهي بيانات مُكررة لا تكاد تفرّق بين أحدها والآخر إلا بأسماء الضحايا المختلفة. وتتفق كل بيانات الإعدامات تلك على أن كل الذين أُعدموا كانوا كلهم أبرياء من القتل، باعتراف البيانات نفسها. فلم تُثبت بياناتهم تلك أن أحدًا من بين الضحايا قد قتل الأبرياء أو نفّذ عملًا يمسّ حياتهم بخطر؛ لذلك سترون التلاعب بالجمل واستخدام العبارات والكلمات والتهم الفضفاضة والمضحكة واستغلال الآيات القرآنية الكريمة في نصوص هذه البيانات في محاولة فاشلة لتبرير إجرام ووحشية هذا النظام المجرم.
اخترت هذه المجموعة بشكل عشوائي؛ ولا فرق بينها وبين بقية البيانات الأخرى. اخترتها كنموذج لإثبات مدى إجرام ووحشية ودموية هذا النظام الذي لا يمر أسبوع دون أن ينفّذ إعدامات لا مبرر لها سوى تعطّش هذا النظام لسفك الدماء وإرهاب المسلمين محاولًا بذلك تحاشي مصيره المحتوم، ولكن هيهات هيهات: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} (الشعراء: 227). صدق الله العظيم.
هذا مع العلم أن إجرام هذا النظام قد طال الكل؛ لم يسلم منه صغير ولا كبير، لا رجال ولا نساء.. سواء بالاعتقالات التعسفية لمجرّد رأي حر لا يتفق مع هوى النظام المجرم، أو بمطاردة دعاة الشورى والحرية والإصلاح والتغيير من المنفيين في الخارج والتضييق عليهم وحرفهم عن مسار الحق، أو بالإعدامات التي ترونها كل أسبوع تتكرر بنفس العبارات والكلمات مع اختلاف أسماء الضحايا..
فحسبنا الله ونعم الوكيل.