كتاب الإنسان على المحك للمؤلف علي حرب قبل كورونا لم يكن العالم في أحسن أحواله ، بل كان في غاية التأزم والاضطراب . ولم ينقص سوى الجائحة لكي تكتمل الأزمة بعناصرها المختلفة : الوباء مضافاً إلى الفساد والاستبداد والإرهاب . والوباء ليس مناسبة لممارسة الشعوذات الروحانية ،
كما لا يعني اللجوء إلى مافات من الأفكار والأدوات ، أو الرجوع عن المنجزات والمكتسبات نحن إزاء حدث يختزن إمكاناته ، ليشكل فرصة للمساءلة والمراجعة . ولهذا فهو يضع الإنسان على المحك ، ليكسر نرجسيته بوصفها أصل المشكلة ، ويمتحن قدرته على اجتراح المعالجات والحلول للخروج من أزماته المستعصية والمتلاحقة . فهل يتمكن البشر من تغيير أنماط تفكيرهم وأساليب عيشهم ونماذجهم في البناء والتقدم ؟ هل هم قادرون على أن يتغيروا ، بحيث يغيرون علاقاتهم فيما بينهم ، كما يغيرون علاقاتهم مع الطبيعة والأرض ، وفقاً لفيم وقواعد جديدة ومختلفة : التوسط والتوازن ، التأليف والتكامل ، التعاون والتضامن ؟ هذا الكتاب يدور حول المأزق العالمي ، الوجودي والحضاري ، وأنا أذهب في مقارباتي للمشكلات المزمنة والمتلاحقة ، إلى أن الإنسان هو مصدر الأزمة المستعصية ، متجاوزاً صراعات العقائد والهويات ، أو المذاهب والمعسكرات .