كتاب الادب العربي الحديث: الشعر بقلم سامي يوسف أبو زيد..هذا الكتاب في دراسة الأدب العربي في العصر الحديث، تناولت فيه حركة الشعر، منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر حتى اليوم وهي فترة تبدأ بشعر النهضة لدى البارودي وتلاميذه، مروراً بحركة الشعر الرومانسي، وتنتهي بشعر الحداثة لدى السيّاب ونازك الملائكة وأضرابهما، في مصر، والعراق، وبلاد الشام، وإلى حد ما تونس والسودان والجزيرة العربية. ولا شكّ في أن الأدب العربي الحديث أدب كبير، مترامي الأطراف مثله مثل أي أدب عالمي، إذ نجد فيه الشعر بنوعيه العمودي والجديد، وفي الشعر الجديد توجد أشكال كثيرة، كما أن الشعر في هذا العصر متعدّد الاتجاهات والمدارس. ومن هنا يجد الباحث صعوبات جمّة في متابعة مساره عن كثب.
وحين شرعت أكتب وأُصّنف هذه الأبواب والفصول نظرت في الخطة الدراسية للطالب الجامعي الذي أعدّّ نفسه لنيل شهادة آداب اللغة العربية بكلية الآداب، تسعفني سنوات من الخبرة في التدريس سواء في المرحلة الثانوية أو في المرحلة الجامعية.
تهدف هذه الدراسة إلى مواكبة الشعر العربي في العصر الحديث، ودراسة اتجاهاته وحركاته. فتوقفت عند أعلام الشعراء الذين يمثلون هذه الاتجاهات والحركات، وتعرّضتُ لحياة كل شاعر منهم وتناولت جوانب من عطائه الشعري، بالدرس والتحليل. فكان منهجي تاريخياً حين رسمت الخطوط العريضة لحياة الشاعر، وتحليلياً بالنسبة إلى دراسة شعره، يحاول من جهة أن يستخرج العناصر المكوّنة لشعره، ويحاول من جهة أخرى أن يدرس مستويات فنه، مستلهماً بعض ما جاءت به الأسلوبية الحديثة.