كتاب الادب العباسي: النثر بقلم سامي يوسف أبو زيد..هذا الكتاب في أصوله الأولى محاضرات جامعية القيت خلال بضع سنين. يرصد مسار تطور النثر العربي في العهد العباسي الممتد من سنة 132هـ /750م حتى سنة 656 هـ/ 1258م؛ بدءاً من ابن المقفع الذي فتح آفاقاً جديدة في هذا النثر، مروراً بسهل بن هارون، والجاحظ وابن قتيبة وابن العميد وأبي حيان التوحيدي، والهمذاني والحريري، وانتهاءً بأبي العلاء المعري الذي تمثَّلت فيه الثقافة العربية الإسلامية بكل آفاقها، وآلت الكتابة النثرية على يديه إلى الصناعة المعقدة والتنميق اللفظي.
وإذ أخذت هذه المحاضرات طريقها إلى النشر، كان لا بُدّ من إعادة النظر فيها، فهي لم تعد مُلكاً للطالب الجامعي وحده، بل غَدَتْ مُلكاً للقارئ العام والمتخصص معاً. ومن ثمّ أعدنا كتابتها، وأضفنا إليها المزيد من المادة العلمية، ومن النصوص بالقدر الذي يحتمله الكتاب المطبوع.
وخلال رحلة التدريس هذه، تجمعت لدينا مادة غزيرة حول الأدب العباسي. وقد أفدنا من مناهج الدراسة الأدبية الحديثة المختلفة في دراسة هذا الأدب بأعلامه وآثاره، فكان المنهج تاريخياً تتبعياً حيناً، وكان فنياً تكاملياً حيناً آخر. واقتضت طبيعة هذا المقرر أن نجعله في أحد عشر فصلاً، على النحو التالي: