كتاب قيم من ثلاث اجزاء ضخمة صدرت منه طبعة واحدة فقط عامي 1983-1984 تناول فيه المفكر الاسلامي الاردني الدكتور محمود الخالدي اصول الثقافة الاسلامية ومصادر الشريعة وبالطبع من وجهة نظر المذاهب الاربعة وان كان قد استعرض بعض وجهات نظر المذاهب الاخرى بصورة مختصرة،وهذا بالطبع ينافي اسم الكتاب لانه شامل والثقافة الاسلامية
واصولها المتعددة لا تخضع لمذهب واحد او فكر واحد بل لعدد غير محدود ناتج من تعدد الاجتهادات والاراء الناتجة لطبيعة الاختلاف البشري في فهم الدين واحكامه حسب اختلاف الجذور والنشأة الخ.
استعراضه في الغالب لم يخالف السائد واتيانه بالجديد كان محدودا.
بالرغم من قرائتي للكتاب منذ فترة طويلة جدا الا انني اذكر بعض مباحث الكتاب وآراء المؤلف الذي عمل طويلا في الخليج والاردن كداعية واستاذ جامعي...ومن ضمن الاراء والمعلومات التي اوردها بعضا من سيرة الشيخ محمد عبده ،مفتي الديار المصرية هو انه بشهادة العديد من العلماء كان يتجاهل الصلاة او لا يقوم بها وطبعا اورد شهادات علماء معتبرون كما انه عارض منهج الشيخ عبده في بعض اوجهه وقد يكون الاختلاف هو في الاساس لكون الشيخ عبده متحررا او داعية للتنوير بينما الشيخ الخالدي اقرب للسلفية او ماشابه...عموما المسألة فيها وجهات نظر وتحتاج الى بحث مستفيض للوصول الى النتائج الحاسمة وفق مختلف المصادر...
احتج المؤلف على شعوب الامة الاسلامية ضعفها وتخلفها وكيف ان عدم التزامها الديني او المعرفي سبب تخلفها حتى عن دول الشرق الاقصى التي كانت اكثر فقرا وتخلفا ...
عموما الكتاب يستحق القراء والاقتناء لكونه حاويا لسرد وشرح لاصول الثقافة الاسلامية المتعارف عليها وان كان لبعض اراءه مخالفة للعديد من المدارس الفكرية والمذهبية...