أما الرابع فقد قال لي- متوترا- في شبه ندوة: عليك أن لاتشوه صورة بلدك حينما تكتب- وقصده صورة الحركة-، ثم أردف: من أنت حتى تنتقد.. أتنتقد فلانا رئيس التحرير أم الوجيه الاجتماعي أم القائد الرسالي..أم.. إلى أخر الامأمات!!
... لاشك أن الكتابة في هذا المضمار مهمة بقدر ماهي خطرة وحساسة، ذلك لان التاريخ وليد أحداث صنعها الانسان. فهو متعلق-إذن بأشخاص ووجهات نظر متباينة، فـ (رب قبح عند زيد هو حسن عند عمرو) وامام هذا التباين تختلط الاوراق ويتداخل الخطأوالصواب.. وكل يدعي وصلا بليلى.. وكل يومئ إليك ليوجه الحدث إلى حيث يريد .. وأمام هذا اللجج المتموجة المظلمة هل نكتب التاريخ أم نحجم استسلاما للتهديد والوعيد، وإذذا ألقينا الضوء على أحداثه.. فهل نفرز الذين صنعوا تلك الاحداث والتموجات ونجعلهم في معزل عنها ام نضعهم في موقعهم من الحدث حفاظا على الحقيقة والامانة للأجيال القادمة؟
في حقيقة الامر إن من يكتب شيئا عن ذلك يضع نفسه في موضع لايحسد عليه، فهو يسير في طريق شائك ومتعرج، هذا إذا توفرت لديه الوثائق ، أما إذا كانت كثير من الاحداث التي تنقلها عن الذين عاصروها شفاهية، أو أرخت لموضوع عايشته بنفسك فإنك تضع نفسك في دائرة الشك وتحت طائلة الغضب.
كتاب الانقلاب - عادل اللباد
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.