مصدر القرآن الرباني، ليتحول "إعجاز القرآن" إلى علم مستقل، قائم بذاته، يُدْرس كما يدرس أي علم من علوم العربية. وظهرت الكتب الكثيرة، القديمة والمعاصرة، التي بحثت في الإعجاز، وقدم أصحابها أفكاراً وآراء ونظرات، وأضافوا على من سبقوهم إضافات كثيرة نافعة.وقد تباينت الآراء في تعليل "إعجاز القرآن" وفي بيان: بماذا كان القرآن معجزاً. ومن ثم اختلف العلماء في بيان وعدِّ وجوه الإعجاز. لقد أجمعوا على القول بالإعجاز البياني، وأن القرآن معجز ببيانه وفصاحته وبلاغته وأسلوبه، وأجمعوا على اعتبار هذا الوجه هو أبرز وأظهر وأشهر وجوه الإعجاز. وأنه يقدم شهادة للمسألة الأساسية، وهي إثبات أن القرآن كلام الله.هذا وقد كتب في هذا الموضوع وغيره من المواضيع المتعلقة بالإعجاز القرآني الكثير من العلماء والباحثين، على أنه ورغم كثرة الكتب والأبحاث، القديمة والمعاصرة، ورغم ما في معظمها من فوائد ونظرات وتحليلات، إلا أن أصحابها لم يرتبوا فيها مادة الإعجاز، ولم يصنفوها تصنيفاً موضوعياً منهجياً. ولذلك كانت دراسة مادة "إعجاز القرآن" في الجامعات والكليات والمعاهد العلمية متعبة للطلبة الدارسين، ومتعبة محيرة للأساتذة والمدرسين.من هذا المنطلق أتت فكرة تأليف هذا الكتاب الذي يجمع بين طياته مسائل الإعجاز القرآني المتناثرة، منسقاً بين خيوطها المتداخلة المتشابكة. وقد جاءت مادة الكتاب مرتبة ضمن فصول أربعة جاءت على النحو التالي: مقدمات لدراسة إعجاز القرآن، مع فكرة الإعجاز في مسيرتها التاريخية، الإعجاز في الأسلوب القرآني، الإعجاز في المضمون القرآني.
كتاب البيان في إعجاز القرآن تأليف صلاح عبد الفتاح الخالدي
كتاب البيان في إعجاز القرآن بقلم صلاح عبد الفتاح الخالدي إعجاز القرآن حقيقة قاطعة، وبدهية مقررة، أقر بها المسلمون والكافرون، المسلمون بتدبرهم للقرآن، وتذوقهم له، وإيمانهم به، والكافرون بإقرارهم بعجزهم عن معارضته، واعترافهم بإعجازه لهم. وقد تطورت مسألة الإعجاز في التاريخ الإسلامي، من كون الإعجاز دليلاً على النبوة، وشاهداً على