وتحويل الأسواق المحلية إلى سوق عالمية مفتوحة، وظهور التجارة الإلكترونية معتمدة علي شبكة المعلومات الدولية في دعم ومساندة التجارة العالمية, قد خلق تحديات جديدة للفكر المحاسبي؛

فبالرغم من التقدم والتقنيات الحديثة المستخدمة في مجال الاعمال, يظل الفكر المحاسبي هو حجر الزاوية في عملية تأسيس الأعمال الناجحة… لذلك, فإنني في -هذا الكتاب- أركز علي العلاقة القائمة بين التجارة الإلكترونية والفكر المحاسبي, فمن الملاحظ أن جميع الإجراءات المحاسبية تأسست وطورت للتعامل مع البيئة التجارية التقليدية لتمكين النظام المحاسبي من الخروج بمعلومات تتمتع بالدقة والملاءمة كي يتم اعتمادها أساسا لبناء وإتخاذ القرارات المستقبلية داخل الشركات.

كذلك, ناقشت أشكال وأنماط التجارة الإلكترونية, بالإضافة لأهميتها الإقتصادية, والمخاطر المحيطة بها. ولم أكتفي بهذا الحد, فإستعرضت أهم الحلول المقترحة للسيطرة على مخاطر التجارة الإلكترونية, ثم بدأت بالتحدث عن أساسيات النظام المحاسبي, وأوضحت علاقة التجارة الإلكترونية بعلم المحاسبة, وكذلك الإختلاف بين التجارة الإلكترونية والتجارة التقليدية, والتغيرات التي احدثتها التجارة الإلكترونية في بيئة الأعمال, ومدى كفاءة الإجراءات المحاسبية في ظل التجارة الإلكترونية.

وكان من الضروري تسليط الضوء علي أهم المشكلات المواجهة للفكر المحاسبي في ظل التجارة الإلكترونية, كالإعتراف بإيرادات التجارة الإلكترونية, والتحاسب الضريبي في ظل إفتقاد التجارة الإلكترونية لعامل التوثيق في أغلب المراحل, وإيجاد الحلول المقترحة من سياسات وإجراءات يمكن أن يتبعها الفكر المحاسبي للسيطرة على تلك المشكلات, وهذا ما أقدمه لكم بالفعل في هذا الكتاب… وأخيراً, أرجو من الله أن يحوز هذا الكتاب إعجابكم وأن يكون مصدر عون لكم بإذن الله