وفي رأي الدكتور الدوري أننا حين ندرس جذور القومية العربية، وأننا حين نبحث نمو الوعي العربي في التاريخ فإننا لا نقصد بذلك تعداد المآثر أو التغنّي بالأمجاد، مع أنها غذاء متصل للوعي العربي، وبالتالي لا نريد تبرير بعض الآراء السائدة لدينا بالبحث عن سند لها في الماضي، كما يفعل أصحاب الوجهة الرومنتيكية، بل إننا نريد أن نفهم جذور الوعي العربي من حيث جذوره، ومقوماته، أو القوى التي تكوّنه، والتي يتصل تأثيرها عبر الأجيال.
ويرى مؤرّخنا الكبير أن القومية العربية هي الوعي العربي بمظهره الأخير. وأن هذه القومية لم تكن صدى لحركات قومية أخرى، بل إنها تعبير عن تنبيه ذاتي وتجديد لهذا الوعي في طريق التحرير والحياة الكريمة. كما يرى أن الوعي العربي الذي يعبّر عن شعور الأمة بذاتها ويدفعها إلى تحقيق آمالها وأمانيها قديم عند العرب، ولعلّهم في مصاف أعرق الشعوب في تكوينه.
كتاب الجذور التاريخية للقومية العربية تأليف عبد العزيز الدوري
كتاب الجذور التاريخية للقومية العربية بقلم عبد العزيز الدوري..هذا هو الكتاب السابع من الأعمال الكاملة للمؤرّخ العربي المعاصر الأبرز الدكتور عبد العزيز الدوري، يقدّمها مركز دراسات الوحدة العربية إلى القارئ العربي.
إن كتاب الجذور التاريخية للقومية العربية بحث معمّق في بدايات الوعي العربي، ودور الفتوّة وتأكيد الذات، والاعتزاز بالعربية، ثم توسع الوعي من الصعيد الثقافي المحدود إلى الصعيد الشعبي الواسع، مع وقفة على بدايات الوعي القومي الحديث، والعمل على إقامة كيان عربي متميّز.