كتاب الحج مشاعر وفضائل وأحكام بقلم الشيخ السيد طه أحمد....رحلة القلوب والأرواح : فهي رحلة القلوب والأرواح وهذه استجابة لدعوة الخليل إبراهيم عليه السلام {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ(37)} [إبراهيم] . في عام من الأعوام شاهدوا منظراً تشيب منه الرؤوس ، شاهدوا حاجين أحدهما أعمي والآخر مشلول ، حمل الأعمى المشلول فكانت الحركة من الأعمى والتوجيه من المشلول ، وتحملا كل المتاعب رغم الزحام، عند كل منسك من المناسك وذلك لأن القلوب هي التي هوت وليست الأجساد . - رحلة الحج ليست كغيرها من الرحلات إنها ليست رحلة بالأجساد الى مكة حيث الكعبة وجبل عرفات ، إنها رحلة ربانية ، رحلة نورانية ، رحلة قلوب وأرواح تسعى الى خالقها ، فتتصل بأصلها وتستمد القوة و الحياة و السعادة وتتزود بالتقوى خير زاد .