كتاب الحلم والكيمياء والكتابة في عالم محمد عفيفي مطر بقلم شاكر عبد الحميد ....يمثل هذا الكتاب محاولة خاصة من جانب مؤلفه لاستكشاف عالم محمد عفيفي مطر الشعري والإنساني، وإنه لعالم شديد الخصوبة والتنوع والتطور، وذلك لأنه تتفجر، عبر جوانبه، وتتجلى تلك المحاولات الدائمة المهومة للبحث عن الطفولة، أو «مجمرة البدايات» كما يسميها مطر، كما يتفجر كذلك مخزون كثيف من الذكريات والظلال والبقايا والآثار، ونبل الروح، وحيث نجد هناك: القرية وبدايات الطفولة والمراهقة والصبا، الظمأ والشهوة، الطمي
والماء، الصرخة والبرق، الفقراء والأضرحة والقبور والموت، السيول والمطر والإشراق، الدم والنار، التراب والغربة، العشب والشجر، التشهي والخمود، السجن والغابة والحلم، القراءة والكتابة، الليل والنهار. ثم إن ذلك كله قد تجلى فيما يشبه اللوحات البصرية للحياة الداخلية، وكذلك الخارجية للشاعر، وكذلك الوطن، للماضي والحاضر، وللصمت وأيضًا الكلام.لقد حاول مؤلف هذا الكتاب أن يدخل إلى عالم الشاعر الكبير محمد عفيفي مطر من خلال ممر أو مجاز بسيط يلخص عالمه، ثم أنه دخل بعد ذلك ومر عبر سبعة أبواب هي: باب الحياة، باب الصمت، باب الرعب، باب الأشباح، باب الأحلام، باب الكيمياء، وباب الكتابة. لقد دخل من خلال سبعة أبواب فقط، وعالم مطر لا بد وأنه يحتوي على أبواب أخرى كثيرة، لقد ألقى فقط نظرات عابرة على بعض ما يوجد خلف كل باب. هكذا دخل أولًا عبر باب السيرة الذاتية للشاعر، أو ما أسماه وفقًا لبعض الصور المتكرررة لدى مطر: باب «الكدح النبيل»، ومن هذا الباب عبر باب الصمت ثم أغلقه سريعًا فصار في مواجهة باب الرعب، ألقى نظرة فاحصة خلفه فرأى بابًا آخر يفتح ويغلق بسرعة بعيدًا هناك؛ هو باب الأشباح، حاول الوصول إليه ومعرفة ما يوجد خلفه من بعض الأسرار، ثم غادر سريعًا تلك الأبواب المخيفة وبحث عن أبوبا أخرى أكثر هدوءًا وطمأنينة، فدخل عبر باب الأحلام ثم بعده باب الكيمياء، وقد كان الباب الأخير الذي حاول الدخول منه هو باب الكتابة، ووهناك اكتشف أنه كان الباب الذي جمع خلفه كل تلك الأبواب.على كل حال، فإن أي باب من تلك الأبواب قد يمثل فرصة جديدة للفهم، محاولة للحب، وللمعرفة، للتغير، أو للحياة، وقد يعني أيضًا غياب هذه الفرصة، أو يعني أننا لا نطرق الأبواب.