كتاب الخلافة بقلم محمد رشيد رضا.."واما السياسة الاجتماعية المدنية فقد وضع الإسلام أساسها وقواعدها ، وشرع للأمة الرأي والاجتهاد فيها ، لأنها تختلف باختلاف الزمان والمكان وترتقي بإرتقاء العمران وفنون العرفان ،ومن قواعده فيها ان سلطة الأمة لها ، وأمرها شورى بينها ، وان حكومتها ضرب من الجمهورية ، وخليفة الرسول فيهالا يمتاز في أحكامها على أضعف أفراد الرعية ، وأنما هو منفذ لحكم الشرع وراع للأمة ، وأنها حافظة للدين ومصالح الدنيا ،وجامعة بين الفضائل الادبية ، والمنافع المادية ، وممهدة لتعميم الأخوة الإنسانية ، بتوحيد مقومات الأمم الصورية والمعنوية ..
ولما طرأ الضعف على المسلمين قصروا في إقامة القواعد والعمل بالأصول ، ولو أقاموها لوضعوا لكل عصر ما يليق به من النظم والفروع"
نشر هذا الكتاب عام 1922 ، أي بعد انتصار الجيوش التركية على الجيوش الاوروبية وطردها خارج تركيا، وقبل أن يعلن مصطفى كمال أتاتورك إلغاء الخلافة الإسلامية نهائيا وتأسيس جمهورية على النمط الاوروبي الحديث
ينهي الشيخ كتابه بكلمة قصيرة عنوانها "ما نقترحه على الترك في مسألة الخلافة" ، ينصحهم فيها بإستغلال اللحظة التاريخية،وتجديد الخلافة الإسلامية ،و"تأسيس مجد إنساني خالد ، لا يذكر معه مجدك الحربي التالد"
داعيا الشعب التركي أن يكون قصدهم من تجديدهم للخلافة "هداية الدين والحضارة لخدمة الإنسانية ، لا لمجرد تاسيس عصبية إسلامية تهدد الدول الغربية"