كتاب الرومانسيون للمؤلف ياسر ثابت هؤلاء العشاق، هم آنية الضوء الأخيرة في هذا الكون. نساءٌ يستحمُ الماء بأجسادهن، ورجالٌ لا تهدأ أشواقهم. وفي حديقة الأخطاء، كل شيء وارد. نحن مدينون بالكثير لهذا الغرام اللحظي منه والأبدي، وتلك العلاقات الناعمة التي عاشت طويلًا أو تكسّرت سريعـًا فوق
مرايا الماء المشروخة. علاقاتٌ تحطمت كما يتحطم هاتفٌ ذكي على وجه الأسفلت، أو صارت عنوانـًا باذخـًا لفضيحة. هناك دومـًا أشياء تلمعُ أكثر عند انكسارها. الذين ملأوا فراديسنا بجاذبية سرية وهم يُلمِّعون أساطيرهم فوق أطلال حياتهم المهدمة، أصبحوا الآن بين أيديكم في ملتقى ندامى الغياب. يمارس الرومانسيون هنا، بأريحيةٍ تامة، الشوق، والشغف، والصمت، والأنين، والغياب، والنسيان، والموت، والصبر. وكلها مفاهيم متحررة من القيود وسُعار الفهم والافتراضات، فالنسيان تذكرٌ بلا ذكرى، والصمتُ صرخةٌ لا صوت لها، والغياب موتٌ إضافي أو بديل. أما الوجع فهو شيخ الكتابة الذي تنامُ قطةُ الحيرة على رُكبتيه.