كتاب السحر، الإسلام و التعقيد

تأليف : عبدالله يحيى الماحي أحمد

النوعية : دراسات وبحوث

كتاب السحر، الإسلام و التعقيد   بقلم عبدالله يحيى الماحي أحمد ....نبذة عن الكتاب : كتاب السحر، الإسلام والتعقيد دراسة بينية للسحر من منظور الإسلام والتعقيد بدأت دراسة العلم الغربي الحديث لظاهرة السحر في القرن التاسع عشر حيث شكلت النماذج التطورية أساس الفكر العلمي الاجتماعي. وقامت على إثر ذلك نظريات التطور الثقافي الكبرى و التي وضعت السحر في مرحلة  مبكرة من التطور البشري. ولكن هذه النظريات تم تقويضها و طرحت منها الجوانب الازدرائية والاختزالية التي تضمنتها. و لا زال السحر قضية عالمية بحق وما زال تعريفه يخضع لنقاشات واسعة. بصورة أكثر عمومية يمكن القول أن تلك النظريات قد قامت وفقا لأسس و معايير العلم الحديث المركزية. يبدو لنا أن مشكلة دراسة السحر تكمن في بعد و مستوى آخر يعلو ويسبق المنظور التخصصي، نحن نعتقد أن هذه المشكلة بالأساس تكمن في فلسفة العلم و في البرادايم الذي قامت عليه الدراسة العلمية للسحر. و على الجانب الآخر، العالم الإسلامي، فإنه و من خلال قراءة تاريخ الدراسة العلمية لظاهرة السحر نرى أن مشكلة الدراسة العلمية لهذه الظاهرة في الإسلام أيضا لها أبعاد على مستوى فلسفة العلم. أسميناها بمشكلة العلم السلفي. والتي من خلالها تم قصر حق الاجتهاد والدراسة العلمية المتعلقة بفهم النصوص الإسلامية في حدود ضيقة مختنقة باجتهادات السابقين و اجماعهم. على الرغم من تعقيد هذه الظاهرة أولا و تعقيد طبيعة وجودها في النصوص الإسلامية المقدسة و الاختلاف الدائر حول تفسير ربما جميع النصوص التي تناولت هذه الظاهرة. إن تلك الفلسفات هي المسؤولة أولا عن وضع حدود منقوصة للدراسة العلمية للسحر و هي مسؤولة تبعا لذلك عن تشوه نتائج الدراسة العلمية لهذه الظاهرة. و بالتالي فإنه و قبل الشروع في اجراء دراستنا كان لابد لنا من صياغة النموذج الذي يكون قادرا على إزالة هذه المعوقات و يتيح حرية أكبر للبحث العلمي في ظاهرة تبدو لنا أنها بالغة التعقيد. إذا نحن نفترض أن هناك نقص في الحقول الدارسة لظاهرة السحر . عالم غربي لا يقبل المعرفة الغيبية. وعالم إسلامي سلفي يقبل النقل وفي حالة نفور من العقل. و لكن وصف ظاهرة بأنها معقدة يعني أنها بحاجة إلى نموذج ومنهجية تراعي هذا التعقيد و هذا ما تعد به فلسفة التعقيد كفلسفة في رأينا قادرة على إزالة معوقات محاولات دراستها علميا. نظرا لهذه المعوقات قمنا أولا بمحاولة لمعالجة مشكلة الجانب الفلسفي العلمي وقدمنا ما أسميناه نظرية الإسلام و التعقيد. وهو نموذج معرفي يسمح بمشاركة النصوص الإسلامية المقدسة و أن يستنبط منها ما يساهم في تقديم تصورات تراعي تعقيد الظواهر التي تشغل المجتمع العلمي العالمي و بصورة خاصة الظواهر ذات الأبعاد الدينية والطبيعية. ثم قدمنا تصورا لظاهرة السحر من منظور هذا النموذج ومناهجه البينية. (ملاحظة : استعنا بالتصور الذي قدمه د. مصطفى حجازي عن سيكولوجية الهدر لفهم تاريخ العلاقة بين العلم والدين – العقل و النقل في العالمين الغربي و الإسلامي). السحر من منظور الإسلام و التعقيد يبدو لنا كظاهرة حية ، متجددة و معقدة ، لها أبعاد نفسية ، اجتماعية ، تاريخية و غيبية . يتلخص وجوده ، في نظرنا ، كمعرفة ناتجة عن تفاعل بين أنظمة معقدة. هذه المعرفة سمتها العامة و غايتها هي صرف الأشياء عن حقيقتها. إن السحر من منظور الإسلام و التعقيد يبدو لنا على أنه ، أساسا ، المعرفة أو الأسماء التي تصرفنا عن إدراك الأشياء على حقيقتها. تنشأ هذه المعرفة السحرية بمساعدة جاذب غريب strange attractor يدفع في اتجاه أحد الممكنات السحرية التي يعتقد الإنسان أنها قد تعيد إليه بعضا من التوازن والاستقرار النفسي و الثقافي. وقد يكون هذا الجاذب الغريب عقدة نفسية، أو يتخذ شكل المنظومة الاعتقادية للإنسان. تشير النصوص الاسلامية إلى أن الشياطين لها القدرة على المساهمة في إنتاج هذه المعرفة و في تشويه إدراك النفس البشرية. وذلك من خلال عملها كجواذب طارئة تساهم في إعادة تشكيل المعرفة و الثقافة و تقودها إلى صرف الأشياء عن حقيقتها. وهو كمعرفة و سلوك و ممارسة يقع على نقطة نقيض من العلم ، فالعلم كما يبدو لنا أنه أيضا المعرفة او الأسماء التي تجعلنا ندرك الأشياء على حقيقتها. فيما ننظر للمعرفة أو الأسماء الدينية كمعرفة او أسماء غيبية يمكن أن تصنف معرفة ( او أسماء) علمية أو سحرية. وعلى مر العصور الانسانية اتخذ السحر أشكالا و خدعا مختلفة وتغيرت صيغه عبر الزمن بصورة ساهمت في صرف الناس عن إدراك حقيقته. صياغة النموذج المناسب لدراسة السحر متمثلا في نظرية الإسلام و التعقيد ومحاولة فهم السحر من خلالها تشكلان قسمي هذه الدراسة. ففي القسم الأول حاولنا تصميم المنهجية المناسبة لدراسة السحر. أما في القسم الثاني قدمنا تصورا معقدا لظاهرة السحر وعلاقتها بكل من العلم و الدين. مستندا على المفاهيم العامة لنظرية التعقيد و على النصوص الإسلامية المقدسة. و قدمنا في الجزء الأخير من الكتاب تصورا لعلم نفس السحر من منظور الإسلام و التعقيد. هذه المحاولة بما يعتورها من ثغرات، تطمح إلى فتح الطريق أمام أبحاث بينية، تحاول فهم السحر كظاهرة معقدة لها ديناميتها من المنظور الإسلامي. تكون هذه المحاولة قد حققت غايتها ، إذا تمكنت معطياتها من اتخاذ طابع الافتراضات العملية ، التي تطلق أبحاثا ميدانية تتمتع بالدقة و العمق الكافيين لفهم واقع السحر في حياتنا. بما يمكننا من فهم تأثير السحر على حياتنا. و على تصوراتنا العلمية و الدينية.

شارك الكتاب مع اصدقائك