قلت وأنا أضع يدي على كتفه: بل عاد كل شيء منذ الآن.
فأمسك يدي يشد عليها وقال: الحق أنني أتحسر وأبكي على ذلك الحب الذي زال ولن تدبَّ فيه الحياة ثانية. من المذنب! لا أدري. لا يزال هناك حب، لكنه ليس ذلك الحب الماضي. ولا يزال مكانه باقياً، لكنه ليس الآن إلا ألماً.
من الحديقة كانت أشذاء الليل العبقة تصّاعد الينا أجمل أرجاً، وكانت أصوات السكون الساجي تصل إلى أسماعنا أشد مهابة، وكانت النجوم تطلع في السماء أوفر عدداً. ونظرت إلى سرجي، فإذا أنا أشعر بتخفف وتروّح، كأن نفسي قد تحررت فجأة من عصب مريض كان يسبب ألماً شديداً. وأدركت أن الحب الماضي قد ذهب إلى غير رجعة، كالزمان نفسه الذي لا يؤوب الى وراء، بل أدركت أن عودة ذلك الحب ليست مستحيلة فحسب، بل هي أيضاً مربكة متعبة مؤلمة. حتى لقد تساءلت: هل كان ذلك العهد الماضي سعيداً حقاً الى الحد الذي كان يزينه لي خيالي؟ وما أبعد ذلك العهد! ما أبعده!... "
كتاب السعادة الزوجية وبوليكوشكا تأليف ليو تولستوي
💖 هل يمكنك المساهمة؟ 💖
عزيزي القارئ والقارئة من فضلك لا تتجاهل هذا. 📚 موقعنا يهدف إلى توفير مكتبة إلكترونية مفتوحة للجميع، مليئة بالكتب المجانية التي يمكن تحميلها بسهولة ودون إعلانات مزعجة. نحن نعمل بجد للحفاظ على هذا النظام، ولكننا نعتمد على التبرعات الصغيرة من مستخدمينا الكرام 🙏. إذا كان بإمكانك المساهمة، حتى بمبلغ بسيط، سيساعدنا ذلك في استمرارية الموقع وإبقائه مفتوحًا للجميع.
إذا وجدت فائدة في هذا الموقع، نرجو منك دعمنا 💡❤️."