كتاب السنن الإلهية وأثرها في فهم الواقع

كتاب السنن الإلهية وأثرها في فهم الواقع

تأليف : الشيخ السيد طه أحمد

النوعية : العلوم الاسلامية

كتاب السنن الإلهية وأثرها في فهم الواقع  بقلم الشيخ السيد طه أحمد....إن الناظر إلى الأحداث الجسيمة والنوازل العظيمة التي أحاطت اليوم بالعالم عامة وبالأمة الإسلامية خاصة لا يستغرب حدوثها ولا يفاجأ بها حينما يرجع إلى كتاب ربه وينطلق من توجيهاته في ضوء سنن الله تعالي التي لا تتبدل ولا تتغير ولا تحابي فردا على حساب فرد، ولا مجتمعا على حساب مجتمع آخر . وما أصاب الأمة  الإسلامية اليوم من غثائية فأصبحت كالقصعة المستباحة إلا بسبب جهل أبنائها بالسنن الإلهية التي تحكم حياة الأفراد والأمم والشعوب، وفق المنهج الذي قرره العليم الخبير: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾[الملك]. فالذي يطلب الأسباب ليخرج من ظلمات هذا التيه على غير بصيرة لا يزيد إلا بعدا، ولن يفهم التاريخ، فيعرف عوامل البناء والأمن والاستقرار والبقاء والتمكين، وعوامل الهدم والخوف والتدمير و الاستبدال إلا بمعرفة سنن الله عز وجل. وما أحوجنا في أزمنة الأحداث الجسام إلى أن نذكر أنفسنا ونذكر الناس بسنن الله تعالي ؛ فالأحداث الكبرى قد تطيش فيها عقول، وتذهل فيها أفئدة، وقد تزل فيها أقدام أقوام، وتضل أفهام آخرين، والهداية من عند الله، قال تعالى: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾[البقرة]. فهي بمثابة طوق النجاة من ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج العبد يده لم يكد يراها. لأنه إذا أصيبت الأمة في فهمها للإسلام فلا بد من الإنحراف في تطبيقه علي أرض الواقع