الحياة التي عشناها على وجه الأرض: كلها يجب أن تكون جهادا...فما هو الجهاد؟ الجهاد هو: الثورة الدائمة في سبيل الله والحق والعدل والحرية … هكذا كانت حياة الحسين عليه السلام…إن الجهاد ذو قيمة خاصة لدى الحسين، فيوم لا يستطيع أن يحارب تجده يتعهد أولاد المجاهدين فكان كلما وصله مال في عهد معاوية (( يبدأ بأيتام من قتل مع أبيه بصفين، فإن بقي شئ نحر به الجزر وسقى به اللبن ))…أو ليس على القائد أن يشارك أفراد الشعب في العمل من أجل المظلومين والفقراء والمعدمين؟ أشعلت (عاشوراء) أملا كاد أن يموت في القلوب … وأصبحت مقاومة الظلم حتمية دينية فرضتها روح كربلاء . ليست القضية: إن الحسين قتل .. وإنما القضية: أن الحسين قام بثورة، وبين القتل والثورة مسافة طويلة، هي المسافة بين الأيديولوجية، والشهادة من أجلها، وبين المغامرة وشهوة الموت .. إن الحسين تحول بالشهادة المأساوية، والتلاحم بين الفكر والممارسة، وتقديم كل ما يملك قربانا لتحريك الوضع وتغييره، إلى رمز الثورة ...فالرمز في هذه الثورة هو الأهم: لأنه العطاء الذي لن ينضب.. ونقطة الدم الساخنة التي ستظل تنزف بالكبرياء والكرامة، وتنبض بالحق والحرية على مدى التاريخ.
كتاب الشهيد والثورة - هادي المدرسي
عند الله لا وقت للجهاد، فكل الأوقات هي للجهاد، هذا قدرنا الذي لا مفر منه، فلا يكفي أن تكون مجاهدا خلال فترة من حياتك ثم تنسحب، كل لحظة أنت مطالب فيها بالجهاد: مع العدو أو مع النفس، لا فرق..فالله لا يسألنا عن البداية فقط ولا عن النهاية فحسب، وإنما يسألنا عن كافة لحظات
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.