في قصائد الشاعر محمد جعفر النثرية ما يحيل إلى الذات العميقة وهي ترفل في بهاء الكلمة وتتزين بألوان فتوحاتها المختبئة بين الأسطر وكأنها مواعيد إصغاء دافئة ضربها الشاعر للقارئ في براءة التقائه الحميمي
بالحرف الصّرف الآتي من عين باردة تصدح بماء زلال. فإن نصوص محمد جعفر النثرية هذه تبدو وكأنها تريد الانتماء إلى المستقبل النقدي لا إلى الحاضر بما يشكله من رؤية إقصائية كثيرا ما أثبتت التجارب أن أحكامها كانت على خطأ في تتبعها لما يمكن أن يأخذه النص من قيمة مستقبلية تغيب عن عين الناقد المرتبطة بجماليات الحاضر المأسور داخل القيم النقدية المتداولة. إن الشاعر محمد جعفر يكاد يقول لنا بكل صدق وبكل صفاء إن الشعر ليس ما يعتقده الشاعر بالضرورة، بل إنه ما يفاجئُ الشاعر في لحظات الغفلة، حيث تسكن الذات للصمت وتترك للغة خيار التعبير عن هواجسها بلغة كأنها هيَ.