كتاب العدم والديستوبيا والابكاليبس بقلم السعيد عبد الغني .. الديوان الثاني والخمسين للشاعر السعيد عبدالغني من الديوان: الوحوش جميعهم بشر الالهه الطيوف. أستعيض عن الدفء والاحضان الغائبة بالمخدرات ولكن العالم يريد سلب مني هذياناتي الاكثر عمقا من منطقه. الوحدة موحشة كالكفن الذي يمشي معي دوما واللغة مخلوق حي سائر حتى لو أجهضته أو تبرأت منه مفتاحها أو قفلها الصدىء. نتبادل الوحدات والألم في القصائد نتبادل ذواتنا ومع ذلك أدل على كل شيء ولا شيء يدل علي. أسكت نهائيا داخليا وخارجيا فيستلبني الشبع من الألوان ويصبح الكلام مشقة غير سلمية. وغيتي لا أعرفها ولا أعرف أول خيط الزمان لاتقفاه قصدا للسؤال. استيعابي لذاتي غمة اختلطت مع الجوهر ولا يزيل المدارات شيئا من قدمي. * خار المتن والغصن والجهة والبعد والخالق والمخلوق أيا كل ليس انقضي ما اقتضى وجوده وما لم يقتضي. نسيج زجال أنا للألم الذي لا يمكن أن يمكن. * أقدس ما رأيته ولم يتغير دمع جدتي الملون بالكحل. ومضجع خيط فرشه لي من امرأة وتركته لكي لا ألوثه بجلدي. * لم أعد أقدر على حضن أي أحد أشعر بشوك حر في صدري يرفرف وسم في نفسي لا أستطيع السيطرة عليه وأرض لا تحنو ولا تحوي، جشع الدمار والجبر الذي لا يحمي شيئا وضجيج الصحو المضطرب في الليل لعصاب الوجود لفترة بين حوائط. من أطعمني النفي؟ من أزر ألمي؟ من دن مخالبي من لدنه؟ لا أجد مثلا في مكتوب ولا بارىء لديستوبيا كما أشعر به الآن. * أين يمشي الجندول الملىء بشخوص الزمن والبحر جثة فيه؟ تحملي يا لغة قليلا أنا مستطارك وانت رسولة جناحي المكسور فلا تجزعي هام كل شيء في وقدر على اذابتي. *لم يخلد شيئا في المعنى غير ذرف المطلق الشبع من ذاته. فأين أنت يا كريه ولغتك بنت مفر لا بنت قيومية؟ * التجريد نوع من السوداوية التي أمارسها على المعنى باللغة، أبكاليبس أداتي. * ما الذي يحدث في رأسي؟ لقد دغمت العوالم بلا حد وبلا منطق ابتلعت ما حولي الأقصى والقريب كل ما رأته عيني. مهداة هذه الروح لتراب بلا لون مهداة لحجارة مقززة لا تدفىء شيئا مهداة لبوابات بلا غاية لما ورائها. * القوة التي يعطيها الدمار الذاتي والاستواء الكامل لكل شيء، جبروت لا يستثني حتى قيم الشهيق والزفير. * كل الاورجازمات الممكنة تضغط في حيز الكلمة هذه الأيام ويتبعها اورجازم مطلق لم أخبره مطلقا للسواد. العماء يخلو من أجناسه ولا آخر ولا معشوق هناك، صمت أول مرة أسمعه لكل شيء. * رسالة الى "مجرى المعنى" * كيف لم تنفجر عيني بعد وبها كل القنابل لتدمير كل شيء؟ أليس المحو وسيلة للمقاومة، أليس هو أقسى وأعمق درب للمقاومة؟ لا أكتب لك عن وحدة، بالمفهوم العادي هو أنه لا يوجد من يتحدث معه، وجود التلقي لا وجود الفهم والمرآتية، لكني لا أعرف كالعادة مع ماذا يتصل غامضي، هذا الوحش الجمالي أو الشرير؟ أردت وصفك وقلت في نفسي لم تفعل ذلك؟وكان استهجاني بحرقة شديدة، ولكني سأكتب، الألم لا ينتهي يا " مجرى المعنى" لم أعد أعرف ماذا أفعل؟ليست مناجاة ولا مناداة ولا شكوى بل تعبير، لقد خلق العالم ألفاظا كثيرة وقيمها بتفاهة. التهمت الكثير، ابتلعت عوالم كاملة وآخرين بكل ما فيهم من حياة وموات وفلسفات وهذا الآن أنا لا أريد المقاومة مع أني سأستطيعها لكني فقدت الشغف في تكويني في المقاومة وفقدت التصور للقادم لذاتي وجنسها وفلسفتها. أجلس الان في المقهى أسمع التهامي وهناك شيئا يشاركني بعيدا لا أعرف كيف أسميه لكنه به نسب بك، أو أنت من نسبه. لقد تلغزت بأقصاي مع أني لدي سيادة على اللغة، هل حدث ذلك بسبب السطوة؟وأخيرا تمت السجدة للصمت. لا أستطيع لا أعرف أن أتحمل رؤية أي شيء ضد وجداني، العالم يؤذيني بطريقة غير طبيعية رغم استمتاع المؤذيين بجلاديهم. حتى أني أخاف أن أؤذيك بأن تقرأي هذه السوداويات، الدلالة لم تعد تنبسط الا للزوال يا مجرى المعنى.