كتاب العقاد عملاق الفكر العربي بقلم سامح كريم..لا يعني احتفاء الدار المصرية اللبنانية بالعظماء من كُتاب الأمة العربية مجرد استرجاع الحديث عنهم، فذلك دور رواة السير الشعبية، لينتهي بها البسطاء في ساعات الفراغ، بل إننا نتوخى في هذه السّير مشوار العظمة نفسه، وكيف كان .. بمعنى أننا نقدم هذه الشغلة المقدسة في يقين صاحبها، ونتتبع الجهود المضنية التي بذلها، ونكرّس بذلك أمام الأجيال قيمة العمل الإنساني الجاد، وكيف تكون نتيجته، فأحيانًا لا يرى الناس إلّا بريق العظمة دون الوقوف عند الأسباب التي صنعتها.
وإننا نتوخى أيضًا في سيرة الكاتب إمكانية استدعاء شريحة بكاملها من تاريخنا الثقافي، بتفاعلاتها الاجتماعية والفكرية والسياسية.. نتأملها بالرصد والدراسة والتحليل المبسط، والأسلوب السهل الممتع، وتلك غاية أخرى تُمكن الأجيال الجديدة من الوقول على مسار حركة الفكر وتطوره في أمتنا العربية وخاصة أننا أشد ما نكون في حاجة إلى تأصيل الفكر، في خضم التحديات الفكرية والسياسية والاجتماعية التي يتحتم علينا مواجهتها بالوعي والمعرفة.