كتاب الكاتبات والوحدة بقلم نورا ناجي عدد صفحات الكتاب 116
2024-10-05
كتبت نورا ناجي عن حكايات عشر كاتبات عاشوا حياة قاسية ، مر كل منهما بمعاناته الخاصة ولكن في النهاية يجمعهم شئ واحد وهو أن المجتمع لم يمنحهم الفرصة الحقيقة للحياة والتنفس بحرية...
هذا الكتاب عبارة عن رحلة رائعة عبر أزمنة مختلفة وليست مقتصرة علي حياة الكاتبات فقط وإنما وصف حياة نساء كثيرات عاشت وتعيش نفس الظلم في مجتمع لا يعرف الرحمة...
شعرت بمزيج من العزلة والوحدة والضيق، عشت المعاناة وكأني مررت بها حتي وأنها لم تخصني أبدًا ، لمستني كلمات عطيات الزيات وهي تقول " لو أستطيع أن الغي ذاتي وأولد في مكان آخر وزمان آخر ؟ زمان آخر.. زمان آخر.. ربما ولدت في المكان الخطأ ؟"..
أعرف معني شعورها جيدًا وماذا يعني أن الإنسان يشعر بأنه في المكان الخطأ أو بمعني أدق شعور الإغتراب في الوطن والنفس ، ومدي أهمية وجود الإهتمام حولنا من الأشخاص الذي نريدهم وعندما لم يلتفتوا لنا ويتركونا وحدنا يسلبوا معني الحياة ، فنقرر أن نتلاشي من أنظارهم..
وكلمات مي زيادة عندما كتبت لجبران خليل جيران " ما معني هذا الذي اكتبه ؟ إني لا أعرف ماذا أعني به! ولكني أعرف أنك محبوبتي ، وأني أخاف الحب ، أقول هذا مع علمي بأن القليل من الحب كثير. الجفاف والقحط واللاشئ بالحب خير من النزر اليسير ، كيف أجسر علي الإفضاء إليك بهذا ؟ وكيف أفرط فيه ؟ لا أدري ؟..
وصفت هذه الكلمات شعور الكثير من الفتيات التي يخافن من الوقوع في الحب ومن أن يكون مصيرها في النهاية الوحدة والغربة...
وكلمات نوال السعداوي " النساء يعتدن علي الألم والقهر ، يعتقدن أن هذا هو الشئ الطبيعي و المعاملة التي يستحققنها. ربنا يكون هذا هو سبب الدهشة الكبيرة التي تصيب الجميع عندما تظهر امرأة ، تقول '' لا '' بصوت عالٍ ، ترفض القهر وتتمرد علي القيود"..
وهي توصف حياة المرأة في الوطن العربي وخاصة حياة الريف وكل الحوادث التي تمر بها النساء من العنف الجسدي و النفسي والخوف والألم في مجتمع يرفض أن يكون للمرأة حق ، وأن الحق الوحيد المشروع لها هو الموت..
وفي النهاية وضحت الكاتبة بأسلوب لطيف كيف يمكن أن تصبح الوحدة "ونس"...