اليوم بعد ٧٠ سنة من وفاة جورج أورويل نشعر وكأنه يكتب عن أوضاعنا اليوم يأخذنا جورج أورويل في مقالاته لاكتشاف تجاربه ونظرياتها التي سلط الضوء عليها في مجتمعة وعالمنا عبر نشر تلك المقالات تؤرخ الفترات السياسية والصراعات السلطوية آنذاك في إنكلترا.
يصب اهتمام أورويل على الطبقات المهشمة والفقيرة المعدمة في المجتمع كونه كاتب اشتراكي ففي مقالة "كيف يموت الفقراء نجد أورويل يوثق المعاناة التي تتجلى بها غياب العدالة الاجتماعية والرعاية لتجعل أجساد الفقراء مادة دراسية لطلاب الطب يقول أورويل " الفقير الذي قد انطفأ كنهاية شمعة لم يكن مهماً كفاية ليحصل على أحدٍ ما إلى جانبه حاضراً ساعة وفاته. كان بالكاد رقماً، عدا عن” مادة دراسية” لمشارط الطلاب والشهرة الكريهة بالموت في مكان كهذا " فما للفقير في نظام رأسمالي بشع سوى أن يرضى بالخضوع والاستغلال. أورويل الذي كرس كتاباته انتقاداته لمستقبل أفضل لا يكتفي بملاحظة ما يحدث حوله فقط بل كان يتنبأ بنظريات للعالم اجمع فكتب عن فلسفة الحروب الجديدة التي لم تعد تهتم فقط بضم وتوسع أراضيها فحسب بل تقليص العدالة واللامساواة انتشار الكراهية والقهر المعنوي والروحي لأفراده. وقد عانى أورويل من الناشرين نظراً لكونه كاتب اشتراكي وعانى من المؤسسات الثقافية الشيوعية بسبب موقفة من الحرب الإسبانية وانتقاداته لستالين آنذاك. شملت نظرياته وانتقاداته حتى تبسيط اللغة لكتابة مقال واضح ومفهوم دون الحاجة للعمق والاختزال مما يؤدي إلى ركاكتها وسطحيتها وضياع هدفها المنشود. هذا ما كان يحبه أورويل في اللغة الواضح التام.