كتاب المسرح بين الفن والفكر بقلم نهاد صليحة يقدم هذا الكتاب منظومة متكاملة من الدراسات التي تسعى إلى توضيح طبيعة الدراما كنشاط معرفي مبني في الأنسان، وهو يبلور مفهومها العام الذى لا يتغير عبر الزمان وإن تنوعت تجلياتة في الممارسات التى تختلف أشكالها وأهدافها من عصر إلى آخر، وذلك وفق أرضيتة الفلسفية وفكره السائد ورؤيته للعالم.
فالكتاب في مجموعة يرتكز على فرضية عدم انفصال الفن عن الفكر، أو الشكل عن المضمون، فيبحر بنا عبر تاريخ الدراما الغربية منذ بداياتها عند الإغريق وحتى يومنا هذا ليرصد الأصول الفلسفية للنظرية الدرامية التي وضعها أرسطو في محاولة لتفسير أسباب هيمنتها على الفكر الدرامى الغربى، بل والعربى أيضًا، حتى بدايات القرن العشرين، ثم يتوقف عند ذلك القرن ليتتبع التحولات الفكرية العميقة والتيارات الفلسفية الجديدة التي شهدها، وما استتبعها من تنظير في مجالات الأدب والفن عمومًا، موضحًا أثرها في الدراما والمسرح. ويتميز أسلوب الكتاب بالوضوح والسلاسة رغم عمق الموضوعات التى يتناولها، ويحفل بالكثير من الأمثلة والنماذج التوضيحية التي تسهل على القارئ تتبع أطروحاته النظرية واستيعابها، لذلك فقد حقق هذا الكتاب نجاحًا هائلاً في الأوساط الأكاديمية المسرحية في العالم العربى منذ نشره وأصبح مرجعًا لاغناء عنه لكل دارس الدراما والمسرح، خاصة في علاقتهما بالتيارات الفكرية فى العصر الحديث.