يقول محمد عيسى داود في كتابه الذي بين يدي القارئ في طبعته الواحد والعشرون بأنه من نكبات هذا الزمان أن مقتضيات (الأمن الإسرائيلي) تدخلت في حياة الشعوب العربية والإسلامية ليس إلى حد تدمير الحاضر، لئلا يكون هناك مستقبل، وإنما أيضاً مصادرة حتى الرؤى والأحلام وذلك لأن فيها ما يتنافى والشرعية الدولية التي تهتم بالحفاظ على أمن إسرائيل وتعتبره أول مراتب الأمن العالمي. فقد حدث أن اتصلت فتاة هاتفياً بشيخ عالم في تأويل
الرؤى والأحلام، وهو من علماء الأزهر، على الهواء تلفازياً، وأجرت معه الحديث التالي. قالت له: "رأيت في المنام أنني أرى طفلاً يرضع من القمر".. فطلب الشيخ منها أن تقسم بأنها رأت ذلك حقاً، وأنها لا تكذب.. فأقسمت له بذلك. فبكى الشيخ بكاء طويلاً ثم قال لها: إن هذا علامة على ولادة مولانا الإمام المهدي المنتظر، الذي بشرنا به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدث في مصر ما حدث في مطالع آذار/مارس سنة 2003 حيث باتت مصر تغلي من تهديدات أميركا للعراق بالدمار الذي تطور من التهديد إلى إشعال النيران واكتساحها خراباً ودماراً بينما شعوب العالم كلها تخرج النخبة فيها بمظاهرات مسالمة، والبرنامج (برنامج تفسير الأحلام الذي كان يبث على إحدى القنوات الفضائية المصرية) كان مستمراً حتى وقعت تلك الواقعة التي صنفت بدرجة (خطر على الأمن القومي) لكثير من أصحاب العروش والنفوذ بل خطرها الأعظم على أميركا وإسرائيل..!! وبعدها توقف البرنامج وأصبح تأويل فضيلة الشيخ حديث مصر كلها. وأما الحقيقة فإن المهدي المنتظر هو حق وأماراته والتي كان ما حدث في مصر في آذار 2003 أمارة من الأمارات التي تبشّر بظهوره تكاد تحاصرنا نحن المسلمين بدلالاتها. وفي هذا الكتاب يحاول المؤلف الكشف عن تلك الدلالات التي تبشر بقرب ظهور المهدي المنتظر، هذا وأن ما يكسب هذا الكتاب أهمية كبيرة هو تلك المخطوطات التي أورد المؤلف مقاطع منها والتي تكشف تلك الأسرار المحيطة بظهور المهدي المنتظر. بالإضافة إلى ذلك كشف المؤلف عن المصادر التي استقى منها نوسترا داموس تنبؤاته والتي منها ظهور المهدي المنتظر، والتي يرجع الكثير منها إلى حقائق استقاها من المخطوطات الإسلامية، حيث يتحدث نوسترا داموس عن ثلاثة أشخاص من الطغاة يظهرون في العالم ويحولونه إلى بحر من الدماء، أولهم نابليون بونابرت، وثانيهم هتلر... وثالثهم لم يظهر بعد، وعندما يظهر الطاغية الثالث الذي يتصدى له فتى عربي جبار القوة والعقل ستتحقق باقي النبوءات. ويعلق المؤلف على ذلك بقوله بأنه إذا ما قرأتم اعترافات ميشيل نوسترا داموس نفسه بأن جده سرق مخطوطات من القدس، وأن أباه هرب بمجموعة لا تثمن بمجوهرات الكون من الشرق، من بغداد ومصر وبلاد عربية أخرى، واستوطن باريس، وعكف على دراستها الابن ميشيل مع جده الذي علمه، وبلغتها العربية!! وإذا ما علمتم من عمر ابن الخطاب ومن الإمام علي بن أبي طالب وسيدنا حذيفة بن اليمان، أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم سمّى أسماء الرجال وآبائهم عقداً عقداً في قرن قرن وحتى قيام الساعة، فلا تذهلوا ولا تعجبوا من تحقق ذلك، حينها لا مكان للعجب.