كتاب النصيحة الكافية لمن خصه الله بالعافية بقلم أحمد زروق.. يعد الشيخ "أحمد زروق" من أبرز علماء الإسلام الصوفيين، الذين برزوا في العلوم النقلية والعقلية. ذاع صيته في المشرق والمغرب وذلك راجع لجلال قدره، وسمو مكانته، وعلو كعبه بين أهل العلم والتصوف. شهد معاصروه انه آخر أئمة الصوفية المحققين الجامعين لعلمي الحقيقة والشريعة.
فقد كان متميزاً بالزهد والصلاح، وهمه الوحيد هو أن يعرف الناس بالله وما أوجبه عليهم من واجبات، وذلك لما رآه من تهاون في أهل عصره بالعبادات والمعاملات، الشيء الذي دفعه بأن يؤلف هذا المنصف ويركز فيه على مسائل فقهية في بدايته ثم في المعاملات والصور الأخلاقية التي بيّن فيها خطورة تفشي مساوئها في المجتمع الإسلامي. فسمى رسالته هذه "النصيحة الكافية لمن خصه الله بالعافية" مقسماً إياها إلى أقسام عدة جاءت عناوينها وموضوعاتها كما يلي: الحديث عن العبادات (الطهارة، الصلاة، الصيام، الزكاة، الحج)، الأمور التي ينتصر بها الدين (الجهاد، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الأسباب الموجبة لبقاء نصرة الدين)، المحارم التي يجب اجتنابها في اللسان (الكذب، الغيبة، الفضيحة، الباطل)، المحارم السمعية، المحارم النظرية، المحارم الفرجية (اللواط، الزنا بالمحصنة، الوطء فيما دون الفرج الاستمناء باليد)، المحارم البطنية (أكل الحرام كالخنازير والميتة، الدم شرب الخمر)، المحارم القلبية (الرياء، العجب، البخل، الغضب)، الخواطر (رباني، نفساني، شيطاني، وملكي)، المحارم البطشية، المحارم الشائعة في البدن. كتب الشيخ رسالته هذه بأسلوب واضح غير مكلف، يميل فيه إلى الدقة والوضوح بغية إيصال كلامه للخاص والعام. أما منهجه فهو منهج يغلب عليه طابع التأجيل يستند بالقرآن والحديث وذلك ليعزز كلامه، ثم يبدأ بتفصيل الكلام، تفصيلاً مبسطاً وواضحاً.
ولما كان هذا الكتاب من أجّل كتب التراث الإسلامي وأهمه فقد عني "عبد المجيد حميالي" بإخراجه محققاً حيث تجلى عمله بـ أولاً: تخريج الأحاديث والآيات القرآنية الواردة في النص، ثانياً: تدوين ترجمة للأعلام الواردة في الخطوط مع بيان مصادر ترجمته، ثالثاً: تدوين مقدمة للكتاب، ثم ترجمة للمصنف عرّفت به وبشيوخه، وتلامذته، ومؤلفاته، مع مكان وجودها وأرقامها، رابعاً: ختم الكتاب بفهرس للموضوعات، وآخر للمصادر والمراجع التي اعتمد المحقق عليها.