كتاب الهوية والقومية والحداثة بقلم سلامة كيلة هذا الكتاب يتناول الرابط بين الهوية والحداثة، لكي يتسق الوعي الحداثي فلا يجري قبول «مبدأ» وتجاهل آخر، ومن ثم تكييف فكرة حداثية مع وعي قروسطي. حيث سوف نجد أن مبدأ المواطنة الذي هو أساس تحديد الشعب، هو الذي ينحكم لهوية تحدد من هو الشعب وما الرابط بين المواطنين. هذه الهوية التي
تتحدد من خلال «الطابع العام» للتكوين المجتمعي المتشكل في الدولة/ الأمة بالتحديد. كما أن مبدأ المواطنة يفتح على إرادة الشعب من خلال النظام الديمقراطي، والذي ليس من الممكن تشكله في صيغة متسقة دون تجاوز الهويات السابقة، تلك الهويات التي كانت تميّز بين البشر انطلاقاً من الانتماء الديني، أو الجهوي أو المناطقي. وتأسيساً على ذلك يتبلور الشعب كشعب، لكن أيضاً لا يكون ممكناً تأسيس نظام ديمقراطي دون علمنة، سواء لأن الشعب بات هو الذي يقرر، لأنه صاحب الإرادة، أو لأن السياسة تسمو على كل تمايزات سابقة، وتقيم منطقها على أساس مبدأ المواطنة ذاته. وهو الأمر الذي يعني فصل الدين عن الدولة.