كتاب من أجل شيوعية مناضلة بقلم سلامة كيلة..من أجل شيوعية مناضلة"، مطارحات فكرية يسوقها المفكر السوري "سلامة كيلة" تتناول البحث في أزمة الماركسية والشيوعية. يعرضها كلية بعين المحلل الفاحص والمدقق لمرحلة شائكة تزداد صعوبة يوماً بعد يوما، متسائلاً أي ماركسية يمكن أن تتبلور اليوم؟ يعتبر كيلة: ".... أن سياسية غير ماركسية هي التي حكمت الحركة الشيوعية، عبّرت ربما عن ميول طبقية للفئات التي قادتها، والتي كانت "تقاتل" من أجل انتصار برجوازية غير موجودة إلا كتصور ذهني (...)
هذا الوضع يفرض البحث في المنهج، قبل الحديث في السياسة والممارسة، في الاستراتيجية والتكتيك. حيث أن الماركسية هي تلك التي تؤسس الرابط المتين بالطبقة العاملة وبالفلاحين الفقراء، وبالتالي بالمشروع الذي يعبر عن مصالحهم والماركسية هنا هي، وبالأساس، المنهجية: أي الجدل المادي. لهذا حين لا يجري الانتقال بالوعي من المنطق الصوري (الذي هو جزء من الموروث الثقافي) الى الجدل المادي، لن يكون ممكناً التعبير عن مشروع الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء ولسوف يكون الشيوعي، هو الجناح اليساري برجوازية موهومة غير موجودة... الأزمة بالتالي هي أن كل النضال قام على أساس استراتيجية وهمية، نتيجة تخلف الوعي، الذي لم يحقق القطيعة مع الموروث لمصلحة الأسس التي أوجدتها الماركسية لتأسيس وعي جديد...".
ما يريد أن يقوله سلامة كيلة، لفهم أزمة الحركة الشيوعية والقوى الماركسية هو ضرورة إمتلاك الوعي لتطوير الصراع الطبقي، وأيضاً القومي، بما يفتح الأفق على تحقيق الانتصار، أي أن المطلوب برأيه هو إعادة بناء الوعي الماركسي، من أجل البحث في الأزمة، وتجاوزها معاً، بتأسيس رؤية جديدة تفتح على نشاط مختلف للشيوعيين.
كتاب هام، يسهم في تعريف القارئ بالفكر الشيوعي عامة وبفكر سلامة كيلة خاصة وفهمه للواقع الدولي، والعربي، والمحلي، ويحفز على المساهمة في إثراء قضايا العرب المصيرية التي باتت مطروحة على الساحة العالمية اليوم والتي لا مفر من ولوجها في عصر عولمي.