كتاب الوطنية، هواجس الوحدة و الإنفصال في السعودية
تأليف : حمزة الحسن
النوعية : الفكر والثقافة العامة
كتاب الوطنية، هواجس الوحدة و الإنفصال في السعودية بقلم حمزة الحسن..يسلّط فيه الضوء على أزمة الهوية الوطنيّة ومضادات الوحدة والعوامل الضالعة في تنشئة الميول الانفصالية. ويقدّم الكتاب توصيفاً مختلفاً للدولة السعودية ونشأتها الإمبراطورية ونقاط ضعفها، كما يقدّم توصيفاً للمجتمع السعودي المتنوّع مذهبياً ومناطقياً وثقافياً وسياسياً، ويبيّن أن الدولة السعودية ـ رغم مظاهر القوة التي تبديها ـ تحمل في طياتها بذور فنائها. والسبب، بحسب الدكتور حمزة ال
يسلّط فيه الضوء على أزمة الهوية الوطنيّة ومضادات الوحدة والعوامل الضالعة في تنشئة الميول الانفصالية. ويقدّم الكتاب توصيفاً مختلفاً للدولة السعودية ونشأتها الإمبراطورية ونقاط ضعفها، كما يقدّم توصيفاً للمجتمع السعودي المتنوّع مذهبياً ومناطقياً وثقافياً وسياسياً، ويبيّن أن الدولة السعودية ـ رغم مظاهر القوة التي تبديها ـ تحمل في طياتها بذور فنائها. والسبب، بحسب الدكتور حمزة الحسن، أنها دولة تقوم بكل فعل نقيض لما هو وحدوي و(وطني)، ولأنها تحولت إلى (دولة الخاصة) التي تفيض بالمغنم على أقليّة من السكان. فهي دولة تحكمها أقليّة، وتسيطر على كل أجهزتها الفئوية. دولة لا تؤمن بـ (وحدة وطنية) ولا (هوية وطنية) ولا (دمج وطني) ولا مصالح وطنية مشتركة بين المواطنين.وناقش الدكتور الحسن في الفصل الأول غياب الهوية الوطنية الجامعة، ما أطلق سراح الهويات المناطقية والمذهبية لتبلور مشاعر إنفصال المناطق. فالحكومة السعودية قدّمت هويّة فئوية جهوية مذهبية لتحتل مقعد الهوية الوطنية، فرفضها أكثر الشعب، وبالتالي لا يوجد جامع بين الجمهور السعودي سوى خيط رفيع من الإحساس المشترك، لا يكاد يفي ببقاء الدولة موحدة. ومن وجهة تحليل الدكتور الحسن أن العائلة المالكة لا تريد هوية وطنية ولا ثقافة وطنية، لأنهما تؤسسان إلى سواسية تقطع احتكار السلطة، وتعيد شرعنة الحكم على قاعدة مختلفة. وحين تغيب الهوية الوطنية، ويوضع مكانها الهوية الوهابية أو النجدية أو وجههما الآخر: السعودية، فإن حلقات الترابط بين المناطق والمركز تصبح ضعيفة، كما أن العلاقات بين المواطنين في أصقاع الدولة مع سكان المركز ـ المسيطر عليه بقوى طائفية فئوية ـ تصبح عدائية.ويقدّم الدكتور الحسن في الفصل الثاني قراءة لدوافع تفكيك الدولة السعودية.. إقتصادية وديمغرافية وجغرافية وثقافية وسياسية وتاريخية، حيث أن غياب العدالة والتوازن في توزيع الثروة والخدمات، واحتكارها بيد فئة قليلة، وحين تكون المناطق متباعدة جغرافياً يفصلها عن بعضها البعض مئات الأميال، وحين تكون لكل منطقة تاريخها السياسي الخاص بها، ومذهبها الخاص، وعاداتها وتقاليدها ومناخها وتطلعاتها الخاصة، وحين تنهج الدولة سياسة العزل والتهميش فتبقي السكان في مناطقهم غير متفاعلين مع بعضهم البعض، فإن كل مواد الخام الإنفصالية تكون جاهزة.أما الفصل الثالث فيشير بوضوح لكيفية عمل النخبة الحاكمة، وسيطرتها على مفاصل الدولة، وكيف أن النخب (المحلية) في المملكة منتج طائفي ومناطقي، لأن عملية التحديث وبدل أن تقضي على الإنتماءات الخاصة وتسمو بالمتعلّمين باتجاه قضايا وطنية كلية، فإنها ـ بسبب المناهج التعليمية ـ وطبيعة الصراع على مغانم التحديث، أجّجت من الفواصل بين المناطق والجماعات، خاصة مع المركز النجدي المحتكر، وبالتالي عززت مشاعر الإنفصال وضرورته. النخب الحاكمة والمحكومة هي نخب انفصالية في ممارستها أو في استهدافاتها أو في الإثنين معاً.أما الفصل الأخير، فيسلّط الدكتور حمزة الحسن الضوء على سيرورة الحركة الإنفصالية، أكّد فيه على أن أدوات الإنفصال في مجملها قد تكون حاضرة في بلد مثل السعودية. وإذا كانت مبررات الإنفصال واضحه، فإن مستقبله غير معلوم، فهذا يعتمد على طريقة معالجة العائلة المالكة للأزمات السياسية والإقتصادية والثقافية المحلية. إن سياسات الدولة ـ حتى الآن ـ تمنح وقوداً كافياً للنزعات الإنفصالية لكي تنمو وتتطور.نسخة الكترونيةhttps://docs.google.com/viewer?a=v&am...