قرأت الكثير من قصص المجموعة قبل النشر .. و فوجئت بقصص طيبة المذاق و فريدة من نوعها ... قصص أستلهمها الكاتب من سفرياته الطوال و غربته المستمرة كأنه فضل ان يسافر و يكتب فيحيا و يعش و أن يترك فى كلماته ما تتركه الآثار الكبرى و لكن فى وريقات معدودة .
يهتم "محمد عمر" فى هذه المجموعة بالحس الإنساني بوصفه هو ما يحرك ذواتنا لأفعال و ردود أفعال لا يتوقعها البعض إلا قلة ممن يجيدون وصف اللقطات التى تختصر حيوات عدة فى مشهد واحد معبر مؤثر ... هو كان ممن يقتنصون تلك اللحظات فعبر عنها أدق تعبير و نقلها دون اى إخلال من جانبه لزوايا الحكاية .. فكأنه جلبك معه إلى هناك كى تشاهدوا سوياً مشهد يظهر فيه براعته كرسام بارع أو قل كحاء من الطراز الأول .
أختياره لعنوان المجموعة "بقشيش" وهو ما يترك لإستجلاب شكر أو كرماً فائضاً على خدمة قدمُت و تم دفع الثمن ... هنا مارس معنا نفس مدلول عنوان مجموعته .. هو كتب و دفع الثمن من فترة طويلة ... و دفع لنا بمجموعته تلك كى تمثل نوع من أنواع تحريك الفكرة الراكد ... فأنت تقرأ لكثيرون دون ان تشعر بالجمال الكثير الموجود فى هذه المجموعة .. و بالشعور المختلف الذى ستتركه معك فور الانتهاء منها .
فلأترككم دون حديث أكثر و مقدمات تطول فلا تفعل سوى أن تشوق أكثر و اكثر .. أترككم للعمل و قصصه و أقدم إمتنانى مرة أخيرة لكاتب المجموعة القصصية على الوقت البهى الذى أنقضي في سعادة منى و أنا أقرأ تلك المجموعة و فى الأخير أترككم مع أمنيات طيبة بقراءة تلك المجموعة و ان تقضوا معها وقتاً طيب كما فعلت.
