كتاب بيـــن هنــد وزيــــد

تأليف : أحمد علي سليمان عبد الرحيم

النوعية : الشعر

كتاب بيـــن هنــد وزيــــد بقلم أحمد علي سليمان عبد الرحيم .. مستهترة أنتِ يا هند! (زيدٌ وهند ابتليا كزوجين بأنْ قبلت هند بأن تكون صورها عند الآخرين! الأمر الذي أغضب عليها زوجها الغيور زيد! فذكّرها بالله وخوفها بالنار وقدم الدليل تلو الدليل على حُرمة ذلك ، فما استكانت هندٌ لربها وما تضرعت ، بل جادلت بالباطل لتدحض به الحق! فتخيلت زيداً يعظها بالحق فكانت قصيدة: (مستهترة أنت يا هند!) ، وتخيلت هنداً يرد عليه بالباطل فكانت القصيدة التي تليها وهي: (بل أنت المستهتر يا زيد)! ونقدم بين يدي القصيدتين ببيان حرمة الصور والتصوير إلا من ضرورة! لقد كانت الصور للضرورة في الأوراق الرسمية. وعِشنا وعاش معنا المسلمون الآخرون على هذا الأساس. وكان الأساس في ذلك حرمة التصوير. ومع التقنيات الحديثة كان على كل مسلم ومسلمة الاحتياط والحذر من الوقوع في فخ التصوير. فكم من صورة خربت بيتا عامراً! وكم من صورة كانت طريقاً ممهداً لجريمة قتلٍ! وكم من صورة أفسدت ذات بين قبيلتين وأكثر. ومنذ سنين عدداً كتبتُ قصيدة بعنوان: (عفواً أرسلتْ صورتها فقط!) تضرب على ذات الوتر. واليوم أعيش مع ذكريات (هند) تلك الزوجة المستهترة التي كانت على الجادة من أمر الدين ، وكان لها لون اجتهادٍ في الإسلام. فإذا بها تنتكسُ وتخربُ بيتها بيدها ، وتهملُ شعائر دينها وطاعة زوجها الذي لطالما كان حريصا على أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر. وكان قد حذرها من التصوير وبيّن لها حُرمته غير مرة. ولأنها أصبحت بعد التردي الخطير الذي آلت إليه تغلب حب الناس على حب الإسلام كتاباً وسُنة ، أقبلتْ بشراهةٍ على الصور وأباحت لنفسها التقاطها. فأخذ الجميعُ يصورونها ويحتفظون بالصور. وبعد حين علم زوجُها الذي كان يعاملها بحسن النية بأن لها صوراً هنا وهناك.

شارك الكتاب مع اصدقائك