كتاب عجبتُ من قدرة الله تعالى بقلم أحمد علي سليمان عبد الرحيم .. (كلما أنشدتُ شيئاً من الشعر أمام قوم ، ظن بعضهم لجهله بي وبشعري وبالشعر وبسماعه وبالشعراء ومنهجيتهم ، أو لسوء نيته فيّ خصوصاً وفي الناس عموماً ، أو لكل هذه الاحتمالات مجتمعة ، أنني يجب أن لا أنشد إلا من الذي كتبته فقط. والأصل أن الحكمة ضالة المؤمن التقطها أنى وجدها. ومنذ كان في الأرض شعرٌ وشعراء ، والناس يأخذ بعضهم من بعض ، ويتمثل كثيرون منهم أشعار بعضهم البعض. فتارة يؤيدون ، وأخري يعارضون ، وثالثة يتمثلون ، ورابعة يستحسنون ، وخامسة يستهجنون ، وسادسة يعدّلون ، وسابعة ينقصون ، وثامنة يضيفون ، وتاسعة يظلمون ، وعاشرة يعدلون. ولستُ بدعاً من الناس فضلاً عن أكون بدعاً من الشعراء! فما يسع الناس اليوم يسعني مثلهم! وما وسع الشعراء بالأمس يجب أن يسعني الآن. فإنما أنا واحد منهم. والحقيقة أنني كنتُ أجالس أحدهم فأنشدتُ بناء عن طلبه لاستشعاره السآمة والملالة ، بعض أبيات قصيدةٍ كنتُ طالعتها في مجلة (منار الإسلام) وأنا في المرحلة الثانوية في سبعينات القرن المنصرم. ولم أكن أعرف اسم شاعرها ، ولكنني أذكر جيداً أنني استظهرتُ أبياتها الاثني عشر بسرعة مذهلة ، وكأنها من محفوظات الكتاب المدرسي آنذاك! وما ذلك إلا لعذوبتها وجمالها وسهولة ألفاظها! إذ لو كانت غير ذلك ، لما كان من اليسير على طفل في ذلك العهد ، أن يستظهرها بذلك الُيسر ، ولا أن تجري كلماتها على لسانه بهذه السهولة! وأنشدتها اليوم على صاحبي ظاناً أنني سأمتع صاحبي: عجبتُ للأرض تؤتي الخير أهليها والشركُ يرجمُها ، والكفرُ يؤذيها! عجبت للشمس مَن في الصبح يُظهرها؟ ومَن وراء الدجى - في الليل - يُخفيها؟ عجبت للطير في الأرجاء سابحة تسعى بجدٍ ، ورزقُ اليوم يكفيها! عجبت للوردة الفيحاء نقطفها مَن ذا الذي أودع العطرَ الذي فيها؟ عجبت للحبة الصماء نبذرُها في الأرض تؤتي ثماراً ، ثم نجنيها! عجبت للحية الرقطاء مسكنها في الصخر ، لا ماء بين الصخر يرويها! عجبت للأمّ تؤتى الدّرّ إن ولدتْ وإن تكن عاقراً لا دَرّ يأتيها! عجبت للشهد أم الشهد تصنعُه! مَن ذا الذي لجميل الصنع يهديها؟ عجبت للروح ، أين الروحُ في جسدي؟ مَن عنده علمها؟ سبحان باريها! عجبتُ لا تنتهي إن جد قائلها لم يؤت عِلماً عن الأشياء يُحصيها فالعلم لله ، كل الأرض قبضته إن شاء يَقبضها ، أو شاء يُبقيها سبحانه من إله واحدٍ أحدٍ! يُبلي العِظامَ ، وأنى شاء ينشيها! وبعد أن أنشدتها على صاحبي انهال عليّ بالاتهامات معترضاً أنها ليست لي! والسر أنه كان يتصفح الإنترنت ، فكان أن دوّن مَطلعها ، وطلب من مُحرك البحث (جوجال) أن يبحث! بينما هو راح يكيلُ الاتهاماتِ تلو الاتهامات! زاعماً أنني عندما أتمثل أشعار الآخرين أنسبها لنفسي – معاذ الله -! الأمر الذي لم أفعله وأنا ابن خمسة عشر عاماً ، فكيف بي أفعله وأنا اليوم ابن خمسة وأربعين ربيعاً؟! وكان يكفي سؤالي: هل هذا من شِعرك؟ وذلك ليتبين له من جوابي ما إذا كنتُ منتحلاً لأشعار الآخرين أم لا! ولكن – والله أعلم – أن الأمر كان هكذا لفضح سريرته ولكشف نيّته! ومن هنا تحدّيته وعزمتُ أن أنظِم مائة وعشرين بيتاً إضافة إلى عدد أبياتها (120+12=132بيتاً) ، متناولاً قدرة الله في الكون من حولي! ومركزاً على توحيد العبادة والأسماء والصفات! الأمر الذي لم تتناوله قصيدة المنار ، إذ ركز شاعرها على الربوبية فقط! وذلك في محاولةٍ مني لأثبت لهذا الزميل (والذي للأسف هو معلم لغة عربية) ولمن كان على شاكلته ، أنني قادرٌ على تأليف أكثر منها في عدد الأبيات بإذن الله تعالى! وإن كان صاحبها بأبياته الاثني عشر أراه أفضل مني لأن له السبق ، ولي شرف محاولة معارضته! ولقد تكون أبياته الاثني عشر قد فازت بالقبول عند الله ، فأسأل الله قبول كل ما أكتب من الحق ، وجعله في ميزان حسناتي! وكم انتحل لي من أشعار يوم كنتُ أعلق بعضها على أسوار كلية الآداب بالمنصورة ، أو وأنا أبعث بها إلى المجلات والدوريات والجرائد هنا وهناك! لقد كان للنبي – صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أبياتٌ شعرية يتمثلونها ويقرؤونها وهي لشعراء آخرين! وبناءً على ذلك تناولتُ القلم وبدأتُ عقيب صلاة فجر يوم الجمعة ، وحتى قبيل أذان الجمعة بقليل كان الفراغ منها. فقلتُ منشداً من شِعري على ذات البحر والوزن والقافية:)