كتاب بين وحي الله وإيمان الإنسان

تأليف : الأب فاضل سيداروس

النوعية : الأديان

كتاب بين وحي الله وإيمان الإنسان بقلم الأب فاضل سيداروس..إن موضـوع محاضراتنا هـو الوحى والإيمان. فالله يوحى بذاته وبالإنسان للإنسان، والإنسان يتجاوب معه بالإيمان. هـذا هـو أساس أىّ حـديث لاهـوتى فى الأديان، ولا سيّما فى اليهودية والمسيحية والإسلام. من هـنا أهمية الموضوع فى منطـقة الشرق الأوسط حيث الأديان الثـلاثة هـذه، إذ إنّ لكـلّ منها نظـرة خاصّة وإشكالية خاصّة فى ما نحن بصـدده. وعـلى الرغـم من أننا سنعالج الموضوع من وجهة نظـر مسيحيّة، إلاّ أنّ جـذورها متأصّلة فى اليهـودية وسنبرزها فى كلّ خطـوة من خطواتنا. وإمَّـا وجهة النظـر الإسلامية فلن نتعـرّض لها مباشرة، بل سنـنوّه بها عـرضًا بمقارنات خاطـفة قـد تفـتح المجـال لدراسة أشمل وأعـمق.


وحيث إنّ فى الشرق الأوسط الطـوائف المسيحية الثـلاث ـ الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروستانتية ـ يتحتّم عـلينا أن نبرز التقـاليد الثـلاث فى شأن ما نحن بصـدده. لذلك سنستشهد بآباء الكنيسة الشرقية والغـربية، وفى داخـل التقـليد الغـربى سنستشهد بإشكالية الكثلكة والإصـلاح معـًا.

فنحن فى عـصر الحوار بين مختلف الأديان والطـوائف، ومن المهمّ، غـاية الأهمية ـ فى منطـقتنا خاصّة ـ أن نتطـرّق إلى دراسات لاهـوتية مقارنة برزانة الفكـر السديد.

وتنقسم معالجتنا للموضوع ـ طـبقـًا للعـنوان نفسه ـ إلى وحـدتين، وحـدو تُعـالج الوحى وحـدة تعالج الإيمان. إلاَّ أنّ الوحـدة الثانية نقسمها قسمين، الأول يتحدث عـن الإيمان بحـدّ ذاته، والثانى عـن التعـابـير الإيمانية. فثمّة، إذًا، ثـلاث وحـدات: الوحى، الإيمان، التعـابير الإيمانية، سنعالجها متتالية. وسيسبق الوحـدات الثـلاث هـذه مدخل عـام وهو عـبارة عـن تفسير لنصّ كتابى يُفـيد موضوعـنا، إذ يبيِّن كيف كان يسوع يوحى بذاته وبالإنسان وكيف كان التلاميذ يعـبّرون عـن هـذا الوحى ويؤمنون بيسوع المسيح، أى طريقة الوحى والإيمان فى العهد الجديد.

شارك الكتاب مع اصدقائك