كتاب تأملات فى جينات المصريين بقلم محمد الكفراوى.....شخصية الإنسان محصلة لعاملين اثنين ، أولهما الجينات التي ورثها أبا عن جد ، وثانيهما الظروف والبيئة التي تحيط به ، وهذين العاملين يؤثران في بعضهما البعض ، فإذا ما تغيرت الظروف والبيئة المحيطة بهذا الإنسان لفترة كافية يمكن أن تغير من صفات جيناته سلبا أو إيجابا ، والجينات هي الجزء الموجود في خلايا الإنسان الذى يلعب دورا كبيرا فى تكوين سمات الشخصية فهى تتحكم فى طباع الإنسان مثل ضبط النفس أو إتخاذ القرار أو التواصل الإجتماعى والقدرة على مواصلة التعلم والتطور وتتكون الشخصية من مجموعة من السلوكيات والخصائص والأفكار والمواقف والعادات والأنماط التعبيرية التي تطورت من العوامل الوراثية (الجينات) والبيئة ، ووفقا للدراسات يرث الأطفال الشخصيات من والديهم وتلعب البيئة أيضا دورا مهما فى تنمية سمات هذه الشخصية ، ويقول علماء النفس الحديثين وعلماء الوراثة السلوكية أن النفس البشرية هي محصلة لعاملين إثنين هما الجينات (التى تلعب دورا كبيرا فى تكوين سمات الشخصية) والبيئة (البيئة الإجتماعية والسياسية والجغرافية إلخ ) المحيطة بهذه الجينات . الجينات والبيئة المحيطة بها يؤثران في بعضهما البعض وتساهمان معا في خلق أو تكوين النفس البشرية سوية كانت أو غير سوية ، وهذا الكتاب عزيزى القارىء يفحص تأثير جينات المصريين على واقعهم الحالى وعلى مسار بعض الأحداث التى جرت فى تاريخهم القديم والحديث ، ويشرح كيف غيرت الكليات العسكرية من جينات رجال القوات المسلحة المصرية وحولتها عن المسار الذي سلكته جينات المدنيين ، وبما أن الجينات تتأثر سلبا أو إيجابا على المدى الطويل بالظروف والبيئة المحيطة بها ، فلو استطاع الشعب المصرى أن يستجمع إرادته وأن يقفز على واقعه ليغير أحواله وبيئته والظروف المحيطة به لاستطاع بالتدريج أن يؤثر على الصفات المتأصلة فى جيناته ، فتتحول هذه الجينات بالتدريج من جينات عادية إلى جينات متقدمة ، وبالتالى تصبح نفوس أفراد المجتمع المصرى سوية وخيرة ومتقدمة ، وسوف أعطى أمثلة واضحة وبسيطة على ما أقول الدكتور طبيب مجدى يعقوب والدكتور كيميائى أحمد زويل ولاعب كرة القدم محمد صلاح ، الثلاثة عندما تغيرت الظروف والبيئة المحيطة بهم بهجرتهم إلى دول الحضارة الحديثة تطورت جيناتهم بالتدريج إلى الأفضل فأصبحوا على ما هم عليه بعدها من تفوق وتميز ، وأصبحت مصر تفخر بهم ، .لو إستطاع هذا الكتاب أن يوقظ المصريين من سباتهم الفكرى والحضارى ليبدأوا مشوار الألف ميل نحو التقدم والإزدهار فإنه يكون قد حقق غرضه ، أما إذا تسلى القارئ بما فيه ولم يأخذه مأخذ الجد يكون قد حقق غرضا أيضا وهو الترفيه ويبقى الحال على ماهو عليه "ويادار مادخلك شر" كما تقول الكلمات الشعبية!. مهندس محمد الكفراوى القاهرة فى 20/11/2023