لهذا الكتاب طابع خاص، فهو يتحدث عن أسرار الرواية وقضاياها، ولكنه لا يقدم لنا نظرية في قراءة الرواية، يتحدث عن القارئ والمؤلف والتلقي ولكنه لا يشير علينا بنظرية في التلقي، ويتحدث عن الأكوان الدلالية، إلا أنه لا يتحدث عن التأويل وآلياته وسبله وأنماطه. إنه يكتفي بالتأمل، يتأمل البناء الروائي في كليته، ويتأمل الزمن في ذاته، ويصف فعل القراءة من حيث موقعه في خلق حالات التلذذ بسحر عوالم التخيل.
إن الكتاب ليس مثقلًا بالمفاهيم والإحالات النظرية، ومع ذلك، فإنه يعج بالخُلاصات التي تشبه خلاصات الحكماء والمجربين الذين خبروا الحياة وأدركوا أسرارها وصاغوها في شكل أحكام توجيهية قد لا تفسر لنا النص المخصوص، ولكنها تعلمنا كيف نلج العوالم السردية، وكيف نتحاشى الكمائن والمتاريس.
ولهذا السبب، ولأسباب أخرى، قإن هذا الكتاب لا يتوجه إلى القراء المتخصصين فحسب، بل يتوجه إلى كل القراء، كل أولئك الذين تسحرهم العوالم السردية بإمكاناتها التخيلية المتعددة دون أن يعوا مصدر السحر وتأثيره. إنه يقدم لنا قراءة العاشق، والعاشق هو الذي يعرف كيف تسحره متاهات النص السردي، لأنه لا يبحث عن اللذة في المعنى، بل يجدها في المتاهات التي تقود إلى بعض من هذا المعنى.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.