في كتاب الفريد (تجوال) يقدم "هرمان هيسه" الأديب الألماني قصائد ونصوص متفردة يمزج فيها بين الواقع والخيال، ويتحدث عن يومياته وحكاية هجرته إلى سويسرا بشكل نهائي كاحتجاج على الحرب: نسائم الجبال الندية تندفع نحوي/ فيما تتأمل خلفي جزر السماء الزرقاء/ من علٍ، البلدان الأخرى/ تحت تلك السموات

  سأحس بالسعادة أحياناً/ وسأحس تحتها بالحنين مرة أخرى. ولم يقتصر (تجوال) على يوميات الحرب، بل قدم نموذجاً للإنسان المسائر بشكل دائم بحثاً عن الخلاص، ولكن بأسلوب غير مباشر، ومن طرق خفي يشير "هسة" إلى مرضه في هذا الكتاب. فالتجوال من أهم العوامل التي خفت بها عن قنوطه ويأسه واضطرابه "... لقد غدا العالم أجمل, روغم أني وحيد فإنني لا أشكو من هذه الوحدة. لا أريد للحياة أن تكون غير ما هي عليه. وإني لعلى استعداد أن أتركني أخبز تحت الشمس، حتى أقضي بي لهف عارم لأن أنضج وعلى أهبة أنا للموت، وللولادة من جديد لقد غدا العالم أجمل". الذي ميز هرمان هيسه ككاتب شمولي رؤي على ما يرى النقاد؛ هو لغته الرومنسية وقربه من الطبيعة مع فلسفته الروحية الفذة التي توجه بها نحو تساؤلات الذات والوجود، من هنا انطلق هسه دوماً إلى انسبه الواقع ومزجه بالخيال بطريقة فنية محترفة في كتاباته عامة. محتويات الكتاب: "بيت المزرعة"، "مقبرة ريفية"، "ممر جبلي"، "السير ليلاً"، "بلدة صغيرة"، "التائه"، "الجسر"، "عالم مجيد"، "الأبرشية"، "المزرعة"، "مطر"، "الأشجار"، "فرح الرسام"، "طقس ماطر"...الخ.