كتاب تحليل الخطاب الروائي

تأليف : سعيد يقطين

النوعية : الأدب

كتاب تحليل الخطاب الروائي بقلم سعيد يقطين ...كيف يمكننا تحليل الرواية العربية بدون تصور نظري للرواية؟ ما هو موضوع هذه النظرية؟ ما هي أدواتها وأسئلتها؟ كيف يمكننا إقامتها وتطويرها؟ يحاول هذا البحث الإجابة عن بعض هذه الأسئلة، وطرح أخريات مثلها، وهو يستفيد مما أنجز في مجال تحليل الخطاب الروائي في الغرب، متموقفاً من بعض

 الاتجاهات، ومتسائلاً عن أصولها وحدودها، وإمكانات تطويرها، ونفس الممارسة كانت تحكمه وهو يطبق على الخطاب الروائي العربي مستكشفاً ومنقباً بحدوثه وحيويته. موضوع "تحليل الخطاب الروائي" كما يدل عليه عنوانه ليس الرواية ولكن الخطاب، وليس الخطاب غير الطريقة التي تقدم بها المادة الحكائية في الرواية. قد تكون المادة الحكائية واحدة لكن ما يتغير هو الخطاب في مجادلته كتابتها ونظمها. هذا ما يجعل الباحث اعتبار الخطاب موضوع التحليل، وهذا ما يدفعه إلى البحث في كيفية اشتغال مكوناته وعناصره. منذ الشكلانيين الروس إلى الآن حققت نظريات السرد تطوراً هائلاً. تتعدد المقاربات والاتجاهات، ولكل منها جذوره المعرفية وخلفيته ومراميه. ما هو الموقف الذي يجب اتخاذه منها عند الاستفادة منها أو استلهامها؟.يسلك الباحث في تحليله هذا مسلكاً واحداً. ينطلق فيه من السرديات البنيوية كما تتجسد من خلال الاتجاه البويطيقي الذي يعمل الباحثون على تطويره وبلورته بشكل دائم ومستمر، وعبر تتبعه للعديد من وجهات النظر داخل الاتجاه نفسه، حاول الباحث تكوين تصور متكامل يسير فيه مزاوجاً بين عمل البويطيقي وهو يبحث عن الكليات التجريدية. والناقد وهو يدقق كلياته ويبلورها من خلال تجربة محددة وفي تحليله للخطاب الروائي وقف الباحث على ثلاثة مكونات هي: 1–الزمن، 2–الصيغة، 3–الرؤية السردية. إنها المكونات المركزية التي يقدم عليها الخطاب من خلال طرفيه المتقاطعين الراوي والمروي له، أي أن الباحث وقف عند حدود ما يعرف بالمظهر النحوي أو البنيوي، وهذا إجراء أساسي يفرضه عليه التحليل السردي. في "انفتاح النص الروائي" يحاول الباحث الانتقال إلى المظهر الدلالي أو الوظيفي. ويقوده وقوفه على المظهر النحوي للخطاب إلى أسئلة محددة حول الخطاب بصدد كل مكون من تلك المكونات، حاول الباحث تحليلها من خلال عمليتين متكاملتين: في الأولى: قام بدراسة جزئية لرواية الزيني بركات لجمال الغيطاني، عبر تقسيمه الخطاب إلى عشر وحدات، حاول من خلال كل واحدة منها تجلي آليات المكون وطرائق اشتغاله. في الثانية: أنجز الباحث دراسة كلية لأربعة خطابات هي: 1-الوقائع الغريبة: اميل حبيبي، 2-أنت منذ اليوم: تيسير سبول، 3-الزمن الموحش: حيدر حيدر، 4-عودة الطائر إلى البحر: حليم بركات. وحاول من خلال ذلك استخراج البنيات المشتركة بين هذه الخطابات على صعيد كل من الزمن والسرد والتبشير. منتهياً إلى تسجيل مجموعة من الخلاصات من خلال علاقة الراوي بالمروي له في الخطاب.ولكي يقدم الباحث دراسة متكاملة، مزج النظر بالتطبيق، مصدراً التحليل بمقدمة حول الخطاب ومكوناته، وبخصوص كل مكون من المكونات الثلاثة كتب مقدمة تتبع فيها أهم الآراء والاتجاهات، لتتاح للقارئ إمكانية تشكيل تصور عام يمكنه من مسايرة التحليل ومتابعته. مع الحرص أن يكون عرض تلك الآراء مركزاً وموجزاً وواضحاً. والحرص أيضاً على ممارسة الوضوح في التطبيق والتحليل. وكان رائد الباحث دائماً الوضوح المنهجي، والانطلاق من السؤال النقدي.

شارك الكتاب مع اصدقائك