كتاب تحية رقيقة إليك يا غدير تأليف أحمد علي سليمان عبد الرحيم .. وصية رقيقة لك يا غدير! (لم يرزقني ربي - تعالى – ببنية إلى الآن (عام 1997م) وذلك لحكمةٍ ما ، ولستُ بالذي يتمنى ما فُضل به غيري علي. وتأتي هذه الوصية ترجمة حية نابضة تعبيراً عن مدى الحب الكبير لهذه الطفلة (غدير بنت عوض بن عبيد الصواية الطنيجي). وما ذاك إلا لسرعة البديهة التي تمتعتْ بها في هذه السن التي تسبقُ دخول المدرسة. ويُضافُ إلى ذلك الأسئلة العجيبة التي كانت تسألني إياها وأخوها (عمران) عن الكون والإنسان والحياة في شوق إلى الجواب. وأيضاً الاستفسارات المشوقة عن الخلق والجنة والنار، والجن والشياطين ، والروح والنفس...إلخ. وكنت أرجع إلى بعض المراجع لئلا أقول على الله تعالى ونبيه – صلى الله عليه وسلم - وشريعته وكتابه بغير علم. ولو كان ذلك لطفلة صغيرة لا تعي من أمر طعمتها أو شربتها شيئاً ، فضلاً عما يفوق ذلك. ولم أكن أمل أسئلة (غدير) كما لم أكن أستثقل أسئلة (عمران). واعتبرتهما ابنا وابنة لي لا يزيد. وكان للقرآن معهما طعم آخر: إذ لا تمر آية تحتوى لفظاً يحتاج إلى تفسير ، إلا وجدت المبادرة إلى السؤال عنه. وكنت وحدي أتوقع هذا منهما. ولكن تأثري البالغ كان بالابنة (وإن كان الابن لا يقل عنها كثيراً فى درجة الانفعال بالقرآن). وإني لأبتهل إلى الله تعالى أن يبارك فيهما وينفع بهما! وإنني إذ أسطر هذه القصيدة ، فإنني أجعلها على شكل وصية رقيقة في قالب رقيق في قالب شعرى لطيف ، وما أجمل الشعر عندما يحمل الوصايا الوعظية التي هي رصيد الفطرة والتجربة. إنني أعرف أن (غديراً) اليوم لا تدرك من أشعاري ما أريد. ولسوف أحرص على متابعتها وأهديها ديواني كاملاً ، فمن يدري؟ لقد تكون شاعرة يوماً ما ، وتعي الرموز التي أردتها. وما ذلك على الله بعزيز. إن لهذه القصيدة مناسبة خاصة جداً ، حيث قد عُهد إليّ أن أدرس الصبي (عمران) وأخته (غدير) ما على قلبي من كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – ووجدتهما على الجادة من أمر التلقي والطلب والفهم والتصور والتطبيق – فسعدت بذلك سعادة قلبية غامرة. ولقد استهوتني أسئلة البُنية أكثر ورقتها في التأثر عندما تستمع وتنصت ، فلقد كانت لديها رقة ودقة في الإنصات والتأثر قل أن تجدها في غيرها من مثيلاتها من الفتيات ، وخاصة في سنها هذا سن الرابعة ، فكنت في كل مرة أتذكر معها ذكريات عُمرى وزهرة طفولتي ، وذات يوم سألتني من أنت؟ فكتبت لها قصيدة بعنوان: (أنا يا فتاة الحي)