كتاب تراتيل الماء

تأليف : سناء شعلان

النوعية : مجموعة قصص

كتاب تراتيل الماء  بقلم سناء شعلان.....تراتيل الماء: هذه مجموعة قصصية للأديبة د.سناء شعلان، وهي تتكوّن من عدد كبير من القصص الفرعية المتولّدة من إحدى عشرة قصة رئيسية. وقد مارست الكاتبة فيها التجريب بشكل كبير،كما انحازت فيها إلى المضمون المدشّن في شكل جديد، واستفادت من تقنية التوليد والانبثاق من قصة أم على شاكلة  السّرد الشفوي التراثي كي تشكّل مجموعتها القصصية، كما أنّها لجأت إلى تفكيك التراث القصصي العربي والإنساني،وأعادت تشكيله وفق رؤيتها. هذه المجموعة القصصية تفتح الأبواب على أحقّية الإنسان في أن يشكّك في مصداقية ذلك التاريخ الجبري الذي سجننا قروناً طويلاً كما سجن غيرنا من البشر دون أن تتاح لنا فرصة التأويل الحرّ، والتصوّر الذاتي لشكل الحقيقة الذي لطالما تآمر التاريخ المزوّر على طمس ملامحها في الغالب. الماء هو البطل في هذه المجموعة القصصية؛ وذلك لأنّه يحمل دائماً بُعد التقديس والطهارة والمغفرة والبدايات الجديدة والتعميد،كما أنّه مادة الخلق والحياة، وبه نُستقبل في الحياة، كما به نُغسّل عندما نخرج من الحياة، وفعل الترتيل مقترن في الغالب بفعل قراءة المقدّس من النّصوص،وفي ظلّ هذا المنظور أو الفهم نستطيع أن نتوقّع أنّ التصوّر الجديد أو التاريخ المفترض في هذه المجموعة هو بديل مفترض أو مرتضى في تصوّري للحقيقة والأحداث.وهو بالطبع تصوّر قابل للنقاش والفرضيات والأخذ أو الرّد. الماء لاينفكّ يحتلّ مكانة الثابت في الموروث الإنساني، حيث يشكّل في أعماق الوعي الإنساني كلّ معاني الحياة والاستمرار والتجدّد والاستقرار،فلا غرو أن نجده حاضراً حيث حضرت دلالاته. وهو كذلك يتسرّب إلى قصص المجموعة ليكون البطل الممثّل لكلّ تلك الجدلية التي تمثّل الصراع الأبدي بين الخير والشّر في هذه الحياة بكلّ تفاصيلها وأزمانها وجغرافياتها. يقول الناقد الكبير د.على القاسمي عن المجموعة: "إنّها تضاهي الماء في شفافيته، وصفائه، وروائه، وتقبّله لألوان التأويل التي تهبه له سماء فكرها الرصين، ولموسيقى اللغة الرائقة التي تضفيها عليه نسماتها العطرة المحملة بالموهبة والإبداع والتألُّق."في حين يعلّق د.خالد السليكي على المجموعة بقوله: "تسعى المبدعة سناء شعلان، من خلال مجموعتها الجديدة ”تراتيل الماء“إلى أن تكشف للقارئ سراً طالما تم تداوله على هامش الإبداع، أن المرأة كائن حابل بالتناقض الإيجابي. حيث تكشف عن الوجه الخفي الذي كتبته المرأة بتجربتها الإنسانية العميقة من خلال ما عاشته من قهر ووأد وتهميش. وأنها سيرة شخصيات تتناوب على الحكي كي تدمّر سلطوية العقل الذكوري لتنتصر على »شهريار» بتقنية الحكي. فمن قال إنّ الأدب لا يغير العالم؟ من قال أن السّرد لا ينفع؟ إنّ سناء شعلان تدفع المتلقي إلى التواطؤ معها من أجل الدخول في لعبة كتابة تاريخ غير الذي كتبه المنتصرون، إنّه تاريخ إرادة الأنثى حين "شاءت" وأعلنت رغبتها في أن تعيدَ الوجودَ إلى أصله الأول لتستمع من جديد إلى ما يقوله الماء...ماء الكتابة ..ماء الحكي..ماء الأنثى. في حين قال د.غنام محمد خضر عن المجموعة: "تراتيل الماء لسناء شعلان محاولة جديدة في الكتابة القصصية ترتفع فيها المفردة القصصية من عتبة القصّ الكرونولوجي إلى سقف الابتهالات التي يمتزج فيها الأسطوري والإنساني ويلتقي في التراتيل الحُلم والأمنية والعشق والماء بوصفها ركائز تعبر عن الإنسان في تجربته الحياتية العميقة. لا يمكن إغفال الدلالات المترابطة والمتواشجة التي حفلت بها المجموعة وهي تجمع بين تجربة العشق بآفاقها المتعددة ورمزية الماء في التجارب الإنسانية المختلف(الدينية والأسطورية والاجتماعية). في حين يقول د. سلام أحمد إدريسو: "تدين سناء شعلان، ضمن هذه المجموعة القصصية، "تراتيل الماء": فكرة اغتيال الحُلم.كما وترسم وجهاً سردياً لوحش المفارقات السّادي. إنها تبعث لنا برسالة واضحة: تاريخ الآخرين، بسواده ورماده،بياضاته الاستثنائية والتباس لغاته، نتوءاته المعتمة ومنحنياته، كلّ ذلك –وياللدّهشة!!- يخرج من معطف المفارقات. ذلك هو التاريخ السردي المتخيل الذي تُوَقعه تراتيل سناء شعلانحول حقيقة الإنسان، حيث كان منذ سار قابيل وهابيل على وجه الأرض، أليست عظمة الفن وخصوبته، قائمة برمتها على مبدأ الكشف عن المفارقات؟"

شارك الكتاب مع اصدقائك