كتاب تطور الدراسات العربية في اليابان بقلم مسعود ضاهر..ما زالت البحوث الأكاديمية حول مواقف اليابانيين من الثقافة العربية ضئيلة وغير متوافرة لا باللغة العربية، ولا بغيرها من اللغات. لذا يعتبر هذا الكتاب فريداً في موضوعه ومنهجيته، ووثائقه وملاحقه البالغة الأهمية. تضمن مادة شمولية معمقة عن تطور الدراسات العربية في اليابان ما بين 1945-2016. وعالجت فصوله الموضوعات التالية: أضواء على نشأة الدراسات العربية في اليابان، ومؤسسات ومشاريع ثقافية لتعزيز الدراسات العربية في اليابان، ودور الترجمة في التفاعل الإيجابي بين الثقافتين العربية واليابانية، والاستعراب الياباني في مرحلة الرواد الأوائل، والدراسات العربية في اليابان في المرحلة الراهنة، وخاتمة بعنوان: نحو آفاق جديدة لتطور الدراسات العربية في اليابان.
يبرز الكتاب الاستعراب الياباني بوصفه مدرسة علمية متمايزة عن الاستشراق الغربي. فالمستعربون الرواد الكبار أنصفوا تاريخ العرب وثقاقتهم رغم تجاهل الغرب لهم، ودرسوا بعمق المشكلات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والنزاعات الداخلية بين القبائل والطوائف في العالم العربي. وعالجوا المشكلات الناجمة عن الصراع العربي-الصهيوني المستمر منذ مائة عام، والتدخلات الإقليمية والدولية المتزايدة في زمن الانتفاضات العربية الأخيرة التي تهدد اليوم وحدة المجتمعات العربية ودولها.
الكتاب سجل علمي حافل بأفضل ما أنتجه المستعربون اليابانيون من مقولات نظرية عن المشكلات العربية، وسجالهم مع الاستشراق الغربي لدحض مقولاته الاستعلائية ضد الثقافة العربية. وتضمن تحليلاً معمقاً لمنهجية كبار المستعربين اليابانيين من خلال مقابلات شخصية أجريتها معهم، والاستفادة من ثمرات أعمالهم.
دراسة فريدة في بابها من حيث أصالة التوثيق وشموليته، وتنوع المقابلات الشخصية، ووفرة الملاحق التي أعدها باحثون يابانيون خصوصاً لهذا الكتاب. ويبني ركيزة صلبة لفهم بنية الاستعراب الياباني ودوره في تقديم صورة منصفة للقضايا العربية. دراسة أكاديمية عربية بامتياز، قدمت مادة معرفية غنية بالوثائق، وتسد نقصاً مزمناً في المكتبة العربية. وعنصر الجدة فيها بارز بقوة من خلال مشاركة المستعربين اليابانيين الرواد الذين أنجزوا ترجمات مباشرة من العربية إلى اليابانية تضمنت صورة مشرقة للتراث العربي وما أنتجه كبار الباحثين، والأدباء، والروائيين، والشعراء العرب.