المسألة الثانية هي أدلة وجود الإله والتناظر الموجود بين صورها المنطقية وتدرج الوعي الإنساني في الانتقال من الفاني إلى السرمدي ومن المتناهي إلى اللامتناهي ومن العرضي إلى الضروري تدرجاً هو عين تحقق الروح الكلي (الإله) في الروح الجزئي (الإنسان) وتحقق الروح الجزئي في الروح الكلي.
وبذلك فالكتاب الذي أسس لفرع جديد اسمه «فلسفة الدين»، انضم إلى النسق الفلسفي الذي كان خالياً منه، وقد تمكن صاحبه من تجاوز ما كان سائداً من فصام بين الفكرين الديني والفلسفي ببعديهما كليهما:
فالديني تحرر من التقابل بين الفقهي والصوفي، والفلسفي تحرر من التقابل بين علم الكلام وكلام العلم.
وبذلك أصبحت العلاقة بين الدين والفلسفة علاقة تماه من حيث المضمون والطلب لأن كليهما يطلب الحقيقة ويبحث عن المطلق والمثال لتجاوز الغرق في الفاني أو ما يمكن أن نعبر عنه بالإخلاد إلى الأرض، لكنهما يتمايزان من حيث الشكل المعرفي والبنية المنطقية لخطابهما مع تقديم العملي في الدين وتقديم النظري في الفلسفة، لكن كلا الفكرين يجمع بين الوجهين النظري والعملي عند النظر إلى ما يطلبانه معرفياً وما يسعيان إليه قيمياً.
التصنيف
كتاب جدلية الدين والتنوير - هيجل
كتاب هيجل جدلية الدين والتنوير بقلم هيجل..يتألف هذا الكتاب المنتخب من دروس في فلسفة الدين لهيجل من مسألتين أساسيتين من مسائل الفرع الفلسفي الجديد الذي أسسه هيجل فرع «فلسفة الدين»:
المسألة الأولى هي مستويات الوعي الديني الملازمة لمستويات الإدراك المعرفي الإنساني من الإحساس والخيال والإدراك العقلي الاستريائي والإدراك العقلي التأملي تحديداً لطبيعة الدين ولمفهوم الألوهية.