كنا دائما في انتظار اللحظة المثالية، لحظتنا التي لا يشاركنا فيها أحد. لحظة أن يهدأ نبض مكان صاخب ويخلو تماما من المارة.
مكان تطرقه أقدام وعيون الناس صباح مساء، ولا يخطر ببال أحد أن يتحول إلى مسرح جريمة. فنراقب بقلوب واجفة التيارات التي تعبره وهي تنحسر، حتى تأتي اللحظة التي ينفلت فيها تماما من حراسة المدينة ويُصبح وحيدا، يتبخر الجميع ولا يبقى سوانا. تلك الوحدة المرعبة التي تملؤنا ونحن فيه تُشعل فتيل الغضب الكامن داخلنا، فنهاجم المدينة لكي نتحرر من خوائنا